و (ناعب) في البيت الثاني خفض على توهم الباء في مصلحين.
ومثل ذلك، في مذهب من يعتقد أن الخافض إذا حذف مع (إن) و (أن) كانا مع صلتيهما بتقدير اسم منصوب، قول الآخر:
وما زرتُ سلمى أن تكون حبيبةً ... إليَّ ولا دينٍ بها أنا طالبه
ألا ترى أنه خفض (دين) لما كان من عادته أن يقول: وما زرت سلمى لأن تكون حبيبة. ونحو من ذلك قول مسور بن زياد الحارثي:
يقول رجالُ ما أصيب لهم أب ... ولا من أخٍ، أقبلْ على المال تعقل
ألا ترى أنه قال: ولا من أخ لما كان له أن يقول: ما أصيب لهم من أب فيزيد (من) في المعطوف عليه.
وأقبح من جميع ما تقدم من هذا النوع قول الآخر:
أجدك لن ترى بِثُعَيْلبَاتٍ ... ولا بيدان ناجيةً ذَمُولا
ولا متداركٍ والشّمْسُ طِفْلُ ... ببعض نواشغ الوادي حمولا
ألا ترى أنه كان ينبغي له أن يرفع (متدارك) على أن يكون خبر المبتدأ مضمر فيكون التقدير إذ ذاك: ولا أنت متدارك، إلا أنه استعمل بدل الرفع الخفض لما كان معنى لن ترى بثعيلبات واحداً، فعامله لذلك معاملته.