الملك: الملك، خففت الكسرة منه، والكسرات والضمات تخفف في مثل هذا الموضع، والأنف: الحمية، والعتب: الموجدة.
فيقول: آخر رزء يعزى الملك به، ويعرضه الزمان له، هذا الرزء الذي أثر ما حدث منه في قلبه، وأهدى بمضضه في نفسه.
ثم قال: وليس ذلك المضض من عضد الدولة جزعا ورقة، ولكنه يبعث منه غضبا وأنفة، وإنكارا لأن يكون الدهر يسؤه في أهله، ويقدر في المفقودة على ما حاوله من غصبه، وفي هذا من التزيد فيما يدخل في باب الإفراط الذي تصف الشعراء الشيء فيه بما لا يمكن، إيذانا ببلوغ الموصوف إلى غاية ما يمكن.
ثم قال مشيرا إلى عضد الدولة: لو درت الدنيا بما عنده من الفضل، وما يصله في أهلها من التثبت والعدل، لاستحيت من التعرض لعتبه، وأن تطرقه أيامها بما يهدي الوحشة إلى قلبه.
الذري: الكنف والستر، والعضب: السيف القاطع، والجد: معروف، والصلب إشارة إلى الولادة.
فيقول: لعل الأيام تعتقد أن من بعد عن عضد الدولة من أهله فقد انقطع عن جملته وحزبه، فلذلك أخرجته في المفقودة عما عهده من تأديدها لسعده، وحفظ من إليه (ينسب) بما يمكنه من إقبال جده.