للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «لَا يَكُوْنُ الْشَّرَفُ بِالْنَّسَبِ (١)! أَلَا تَرَى أَنَّ أَخَوَيْنِ لِأَبٍ وَأُمٍّ يَكُوْنُ أَحَدُهُمَا أَشْرَفَ مِنَ الْآخَرِ؟! وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ النَّسَبِ لَمَا كَان لأحَدٍ مِنْهُمْ عَلَى الآخَرِ فَضْلٌ، لِأَنَّ نَسَبَهُمَا وَاحِدٌ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الْأَفْعَالِ؛ لِأَنَّ الشَّرَفَ إِنَّمَا هُوَ بِالْفَضْلِ لَا بِالْنَّسَبِ». قَالَ الْشَّاعِرُ:

أَبُوْكَ أَبِيْ وَالْجَدُّ لَا شَكَّ وَاحِدٌ ... وَلَكِنَّنَا عُودَانِ آسٌ وخِرْوَعُ (٢)


(١) النسَبُ مَظِنَّةُ الشَّرَفِ، وانظر: «الأخلاق والسِّيَر» لابن حزم (ص ١٦٣) في حَدِيثٍ له جَميلٌ يُعالجُ فيه المُبتلى بالعُجْبِ بنسَبِه.
(٢) «المحاسن والأضداد» المَنْسُوبِ للجاحظ (ص ١٤٩)، و «المحاسن والمساوئ» لإبراهيم البيهقي (ص ١٠٢). قَالَ الأَصمعي كما في «لسان العرب» (٨/ ٦٨): ... (وَكُلُّ نَبْتٍ ضعيفٍ يَتَثَنَّى أَيَّ نَبت كَانَ، فهو خِرْوَعٌ). والآسُ: شجر معروف، كثير بأرض العرب، ينمو حَتَّى يكون شَجَرَاً عِظاماً. انظر: «تاج العروس» (١٥/ ٤٢٥).
فائدة (١): لاتصح نسبةُ كتاب «المحاسن والأضداد» للجاحظ، انظر تحقيق ذلك في كتاب «منهج تحقيق نسبة النص النثري» د. محمد علي عطا (ص ٢٥٢ ــ ٢٦٠).
فائدة (٢): في الجامعة الأردنية رسالة ماجستير لعمر ذياب أبو هنية، بعنوان: «موازنة بين كتاب المحاسن والأضداد للجاحظ وكتاب المحاسن والمساوئ للبيهقي ... ــ دراسة تحليلية ــ» تقع في (١٧٢ صفحة)، (١٤٢٩ هـ).

<<  <   >  >>