للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إلى أُمي قبلَ ذلكَ ما رأيتُ مِن أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن الجَفوةِ، فقالتْ: يا بنيةُ اصبِري، فواللهِ ما كانت امرأةٌ حسناءُ يحبُّها زوجُها لها ضرائرُ إلا رَمينَها.

قالتْ: فوجدتُ تلكَ الليلةَ التي بعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن صَبيحتِها إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ وأسامةَ بنِ زيدٍ فاستشارَهما في أَمري، وكُنا في ذلكَ الزمانِ ليستْ لنا كُنُفٌ نذهبُ كما تَذهبُ العربُ ليلاً إلى الليلِ، فقلتُ لأمِّ مِسْطَحِ بنِ أُثاثةَ - وهي امرأةٌ مِن بَني المطلبِ بنِ عبدِ منافٍ-: خُذي الإداوةَ فاملَئيها ماءً واذهَبي بنا إلى المَناصِعِ، وكانتْ وابنُها مِسطحٌ بينَهما وبينَ أبي بكرٍ قرابةٌ، وكانَ أبوبكرٍ يُنفقُ عليهما، وكانوا يكونونَ مَعه ومع أهلِه، فأخذَت الإداوةَ وخرجْنا نحوَ المَناصِعِ وإنَّ بي لما يشقُّ عليَّ مِن الغائطِ، فعثرَتْ أمِّ مِسطحٍ فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فقلتُ لها: بئسَ ما قلتِ، قالتْ: ثم مَشينا فعثرتْ أيضاً فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فقلتُ لها: بئسَ ما قلتِ لصاحبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبِ بدرٍ، قالتْ: إنَّك لغافلةٌ عمَّا فيه الناسُ مِن أمرِكِ؟ فقلتُ: أجلْ، فما ذاكَ؟ فقالتْ: إنَّ مِسْطحاً وفلاناً وفلانةً ومَن استزَلَّهما مِن المنافقينِ يجتَمعونَ في بيتِ عبدِاللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلولٍ أخي بني الحارثِ مِن الخزرجِ الأنصاريِّ يتحدَّثونَ عنكِ وعن صفوانَ بنِ المُعطَّلِ يَرمونَكِ به.

قالتْ: فذهبَ عنِّي ما كنتُ أجدُ مِن الغائطِ، ورجعتُ عَودي على بَدْئي إلى بَيتي، فلمَّا أصبحْنا مِن تلكَ الليلةِ بعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ وأسامةَ بنِ زيدٍ فأخبَرَهما بما قيلَ فيَّ واستشارَهما في أَمري، فقالَ أسامةُ: يا رسولَ اللهِ، ما علِمنا على أهلِكَ سوءاً، وقالَ عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، ما أكثرَ النساءَ، وإنْ أردتَ أَن تعلَمَ الخبرَ فتوَعَّد الخادمَ واضربْها تخبِرْكَ - يَعني بَريرةَ - فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِعليٍّ: «شأنُكَ أنتَ بالخادمِ»، فسألَها عليٌّ وتوَعَّدَها فلم تخبِرْه - والحمدُ للهِ - إلا خيراً، ثم ضربَها وسألَها، فقالتْ: واللهِ ما علمتُ على عائشةَ إلا أنَّها جُويريةٌ تُصبحُ عن

<<  <  ج: ص:  >  >>