للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان " الفضيل " ميتاً بالجهل و " ابن أدهم " مقتولاً بالهوى و " السبتي " هالكاً بالمال و " الشبلي " من جند " الجنيد " فنفخ في صور التوفيق فانشقت عنهم قبور الغفلة فصاح " إسرافيل " الاعتبار (كَذِلِكَ يُحيي اللَهُ المَوتى)

[*] • قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه اللطائف:

• يامن مطية عمره قد أنضاها الحرص هلا كففتها قليلا بزمام القناعة فرب جد أعطب ورب أكلة تمنع أكلات وكثرة الماء شرق أو عزق، أخل بنفسك في بيت العزلة واستعن عليها بعدول اللوم ونادها بلسان التوبيخ إلى كم وحتى ومتى ألم يأن ويحك!! سرق لص الشيب رأس مال الشباب.

فَأَصبَحتُ مُفلِسَ العُمرِ فَهَل ليَ اليَومَ إلا زَفرَةَ النَدَمِ يا نفس: ذهب عرش " بلقيس وبلى جمال " شيرين " وتمزق فرش " بوران " وبقي نسك " رابعة ".

كانت أيام الشباب كفصل الربيع وساعاته كأيام التشريق والعيش فيه كيوم العيد فأقبل الشيب يعد بالفناء ويوعد بصفر الإناء فأرخى مشدود أطناب العمر ونقض مشيد سرائر القوى.

- وقال أيضاً: يا مؤثرا على بساتين القوم مقابر النوم: ليس في طريق الوصال تعب إنما التعب ما دام في النفس بقية من الهوى الظلمة ليل لا لليلى.

• ولله درُ من قال:

إلى كم ذا التراخي والتمادي ... وحادي الموت بالأرواخ حادي

فلو كنا جمادا لا تعظنا ... ولكنا أشد من الجماد

تنادينا المنية كل وقت ... وما نصغي إلى قول المنادى

وأنفاس النفوس إلى انتقاص ... ولكن الذنوب إلى ازدياد

إذا ما الزرع قارنه اصفرار ... فلس دواؤه غير الحصاد

• ولله درُ من قال:

فما لك ليس يعمل فيك وعظ ... ولا زجر كأنك من جماد

ستندم إن رحلت بغير زادٍ ... وتشقى إذ يناديك المنادي

فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا ... فإن صلاحها عين الفساد

ولا تفرح بمال تقتنيه ... فإنك فيه معكوس المراد

أترضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زاد وأنت بغير زاد؟!

يا كثير السيئات غداً ترى عملك، ويا هاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟ أما تعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟ واعجبا لك مِنْ رَاحِلٍ تركت الزاد في غير رحلك!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟ أما بارزت بالقبيح فأين الحزن؟ أما علمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن، وستنتبه من رقادك ويزول هذا الوسن.

[*] • قال يزيد بن تميم: من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع!!.

<<  <  ج: ص:  >  >>