ثِيَابٌ سَابِغَةٌ وَاسِعَةُ الأَكِمَّةِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَامَ فَخَرَجَ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ:«تَنَحَّيْ فَقَدْ رَأَى مِنْكِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَمْرًا كَرِهَهُ، فَفَتَحَتْ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ لِمَ قَامَ؟، فَقَالَ: «أَوَ لَمْ تَرَيْ إِلَى هَيَّأَتِهَا، إِنْهُ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ يَبْدُو مِنْهَا إِلا هَكَذَا»، وَأَخَذَ كُمَّيْهِ فَغَطَّى بِهِمَا ظُهُورَ كَفَّيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْدُ مِنْ كَفَّيْهِ إِلا أَصَابِعُهُ، ثُمَّ نَصَبَ كَفَّيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْدُ إِلا وَجْهُهُ.
٨٩٥ - أي أخي، إني موصيك بوصية فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها، زُرِ القبور تذكرْ بها الآخرة بالنهار أحيانا ولا تكثر، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاوٍ عظة بليغة، وصلّ على الجنائز لعل ذلك يحزن قلبك؛ فإن الحزين في ظل الله تعالى معرّضٌ لكل خير، وجالِسِ المساكين وسلّمْ عليهم إذا لقيتهم، وكُلْ مع صاحب البلاء تواضعًا لله تعالى وإيمانًا به، والبس الخشن الضيق من الثياب؛ لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ، وتزينْ أحيانًا لعبادة ربك فإن المؤمن كذلك يفعل تعففًا وتكرمًا وتجملًا، ولا تعذب شيئًا مما خلق الله بالنار (١).
٨٩٦ - أيُّ الخلق أعجب إليكم إيمانا؟»، رُوِيَ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«أي الخلق أعجب إليكم إيمانا؟»، قالوا:«الملائكة»، قال:«وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم -عز وجل-؟»، قالوا:«فالنبيون؟»، قال:«وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟»، قالوا:«فنحن»، قال: «وما لكم لا تؤمنون وأنا بين
(١) عن حَمْزَةَ الْأَسْلَمِيّ سدد خطاكم أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَمَّرَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ قَالَ: فَخَرَجْتُ فِيهَا، وَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ». فَوَلَّيْتُ فَنَادَانِي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ، فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ». (رواه أبو داود، وصححه الألباني).