للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذَكَرَ عَنْهُ مَسْأَلةَ العِلْمِ بِالأَعْرَاضِ المشْهُورَةِ عَنْهُ، وَبَالَغَ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.

وَلَمَّا وَرَدَ الغَزَّالِيُّ "بَغْدَادَ"، وَدَرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ حَضَرَهُ ابنُ عَقِيْلٍ، وَأَبُو الخَطَّابِ، وَغَيْرُهُمَا، وَكَانَ ابنُ عَقِيْلٍ كَثيْرَ المُنَاظَرَةِ لِـ "إِلْكِيَا" الهَرَّاسِيِّ (١) [وكَانَ إِلْكِيَا] (٢) يُنْشِدُهُ فِي المُنَاظَرَةِ:

ارْفِقْ بِعَبْدِكَ إِنَّ فِيْهِ فَهَاهَةً … جَبَلِيَّةً وَلَكَ العِرَاقُ وَمَاؤُهَا

قَالَ السِّلَفِيُّ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ الشَّيْخِ أَبِي الوَفَاءِ بنِ عَقِيْلٍ؛ مَا كَانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَهُ لِغَزَارَةِ عِلْمِهِ، وَحُسْنِ إِيْرَادِهِ، وَبَلَاغَةِ كَلَامِهِ، وَقُوَّةِ حُجَّتِهِ، وَلَقَدْ تَكَلَّمَ يَوْمًا مَعَ شَيْخِنَا أَبِي الحَسَنِ إلْكِيَا الهَرَّاسِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ شَيْخُنَا: هَذَا لَيْسَ بِمَذْهَبِكَ، فَقَالَ: أَنَا لِي اجْتِهَادٌ (٣) مَتَى مَا طَالَبَنِي خَصْمِي بِحُجَّةٍ كَانَ عِنْدِي مَا أَدْفَعُ بِهِ عَنْ نَفْسِي، وَأَقُومُ لَهُ بِحُجَّتِي، فَقَالَ لَهُ


= "وَلَمَّا وَرَدَ الغَزَّالِيُّ. . ." كَمَا أَنَّهُ سَيَأْتِي ذكرُ "الغِرِّ" في كَلَامِ المُؤَلِّفِ.
(١) في (ط) بطبعتيه: "للكيا" وفي (ب): "الهراشي" بالشِّين، وَإِنَّمَا هُوَ إِلْكِيَا الهَرَّاسِيُّ وَاسْمُهُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ، مِنْ شُيُوْخِ الشَّافِعِيَّةِ، وَمُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ بِـ "بَغْدَادَ" (ت: ٤٩٣ هـ) مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ كِتَابٌ رَدَّ فِيْهِ عَلَى "مُفْرَدَاتِ الإمَامِ أَحْمَدَ" قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "فَلَمْ يُنْصِفُ فِيْهِ". أَخْبَارُهُ في: سِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (١٩/ ٣٥٠)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ للسُّبْكِيِّ (٧/ ٢٣١)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ لابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (١/ ٣١٩)، وَالشَّذَرَاتِ (٤/ ٨) … وَغَيْرِهَا. وَإِلْكِيَا - بِالأَعْجَمِيَّةِ - الكَبِيْرُ القَدْرِ المُعَظَّمُ بَيْنَ النَّاسِ.
(٢) ساقطٌ من (ب).
(٣) قَبْلَهَا فِي "سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلاءِ" وَ"تَارِيْخِ الإِسْلامِ": "فَقَالَ لَهُ أَبُو الوَفَاءِ: أَكُوْنُ مِثْلَ أَبِي عَلِيٍّ الجُبَّائِيِّ، وَفُلَانٍ وَفُلَانٍ لَا أَعْلَمُ شَيْئًا؟ أَنَا لِي اجْتِهَادِي. . .".