بنصر وإسعاف على كل ذي حقد ... فلا زال تأييد الإله يمدهم
ولو ذهبنا نتتبع ما أثنى به عليه، لذهب بنا عن المقصود؛ وأصح الثناء ما اعترف به الأعداء. وقد قال دحلان في رده على أهل هذه الدعوة، مما اعترف به، بأن من خصالهم أمرهم البوادي بإقامة الصلاة، والمحافظة على الجمع والجماعات، ومنعهم من الفواحش الظاهرة، كالزنا، واللواط، وقطع الطريق، فأمنوا الطرقات، وصاروا يدعون الناس إلى التوحيد.
ولو وجد مجالا لأنكر تلك الأعمال الفاضلة، ولكنه اضطر إلى الاعتراف بها، لأنها أشهر من الشمس في رابعة النهار. وقبله من معاصري الشيخ ممن اشتهر عناده، عثمان بن سند البصري، الفيلكاوي، قال في تاريخه: ومن محاسن الوهابية: أنهم أماتوا البدع ومحوها، ومن محاسنهم: أنهم أمنوا البلاد التي ملكوها، وصار كل ما كان تحت حكمهم، من هذه البراري والقفار، يسلكها الرجل وحده على حمار بلا خفر، خصوصا بين الحرمين الشريفين، ومنعوا غزو الأعراب بعضهم على بعض.
وصار العرب على اختلاف قبائلهم، من حضرموت إلى الشام، كأنهم إخوان أولاد رجل واحد، وهذا بسبب قسوتهم في تأديب القاتل، والناهب والسارق، إلى أن عدم