للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوى عنه الدنيا: ليخفِّف عنه حسابه، ولتكون الجنة مأواه، وابتلاه: لينجمع على سيِّده وخالقه ومولاه.

أوحى الله تعالى إلى داود : العافية تجمعك عليك، والبلاء


=قال: فأوحى اللَّه إليه: «إنَّ العباد والبلاد لي، كُلٌّ يسبِّح بحمدي، فأمَّا عبدي المؤمن فتكون له سيِّئاتٌ، فإنَّما أعرضُ له البلاء، وَأَزْوِي عنه الدُّنيا، فتكونُ كفَّارةً لسيِّئاته، وَأُجْزِيَهُ إذا لقيني، وأمَّا عبدي الكافر فتكون له الحسنات، فأزوي عنه البلاء، وأعرض له الدُّنيا، فتكون جزاءً لحسناتهِ، وأجزيه بسيئاته حين يلقاني».
ورجاله ثقات، لكنه كما ترى موقوف على ابن عباس ، فيظهر أنه مما رواه عن أهل الكتاب.
وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٦١٦٧) عن خيثمة بن عبد الرحمن الكوفي أحد التابعين الثقات العباد قال: تقول الملائكة: يا رب! عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا، وتعرضه للبلاء؟ فيقول للملائكة: «اكشفوا عن ثوابه»، فإذا رأوا ثوابه، قالوا: يا رب، لا يضره ما أصابه في الدنيا! ويقولون: عبدك الكافر تزوي عنه البلاء، وتبسط له الدنيا؟ فيقول: «اكشفوا عن ثوابه»، فإذا رأوا ثوابه، قالوا: يا رب، ما ينفعه ما أصابه من الدنيا!
وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» ٤/ ١٢٣ من حديث خيثمة، عن عبد الله بن عمرو ، قال: قال رسول الله : «تقول الملائكة … » فذكره. وهذا باطل، وأعلَّه أبو نعيم بأن المعروف فيه هو حديث خيثمة مقطوعًا.
وأخرج أحمد في «المسند» ٣/ ٨١ (١١٧٦٧) من طريق: ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي أنه قال: «إن موسى قال: أي رب، عبدك المؤمن تقتِّر عليه في الدنيا؟ قال: فيفتح له باب من الجنة، فينظر إليها، قال: يا موسى هذا ما أعددت له. فقال موسى: أي رب، وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين، يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة، وكان هذا مصيره، لم ير بؤسًا قط. قال: ثم قال موسى: أي رب، عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا. قال: فيفتح له باب من النار، فيقال: يا موسى هذا ما أعددت له. فقال موسى: أي رب، وعزتك وجلالك، لو كانت له الدنيا، منذ يوم خلقته، إلى يوم القيامة، وكان هذا مصيره، كأن لم ير خيرًا قطُّ».
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولضعف دراج وهو ابن سمعان أبو السمح في روايته عن أبي الهيثم وهو سليمان بن عمرو العتواري وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» ١٠/ ٢٦٦، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة ودراج، وقد وثقا على ضعف فيهما. (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>