للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه توفي الأمير ماماي الساقي أحد الأمراء العشراوات الطبلخانات، وكان أصله من مماليك السلطان الغوري، وكان رئيسا حشما لا بأس به فنزل ملك الأمراء وصلى عليه وكانت جنازته حافلة.

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشره، كان ختان ولد القاضي شهاب الدين أحمد بن شيرين أحد نواب الحنفية، فكان له زفة حافلة، مشى فيها أعيان الناس من المباشرين وغير ذلك.

*****

واستهل شهر شعبان بيوم الاثنين، فصعد القضاة الأربعة وهنأوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. وفيه كانت كائنة محب الدين بن أصيل الكفيف. فكان من ملخص واقعته أنه كان بيده مشيخة المدرسة الشيخونية والجالية، أخذها بنزول شخص من القضاة عنها فأقامت بيده مدة، ثم انتدب له من رافعه، وقال له: شرط الواقف أن تكون مشيخة الجمالية لأعلم علماء الشافعية، وأنت شخص عار عن العلم، فأخرجه ملك الأمراء، وقرر بها شيخ الإسلام زين الدين زكريا الشافعي، فشق ذلك على محب الدين بن أصيل، وحصل له غاية البهدلة من ملك الأمراء وقصته مشهورة بما جرى له.

وفيه وقعت كائنة عظيمة لأمير الماس أخي أمير آخور كبير قرقماس ابن ولي الدين، وكان من ملخص هذه الواقعة أنه كان عند الأمير الماس مملوك عايق يتزيا بزي العثمانية، ويخرج بالليل يقطع الطريق ويخطف العمائم، وقد وجدنا هذا المملوك يقطع الطريق في بولاق وغيرها من الأماكن فقال ملك الأمراء: هذا مملوك من؟ فقيل له: مملوك الأمير الماس، فقال له: ملك الأمراء ليش ما كنت ترجع مملوكك عن الفساد؟ فقال الماس:

ما كان يسمع لي. فقال ملك الأمراء: ليش ما كنت شكوته لي وأنا كنت أنصفك منه. فطال بينهما الكلام. ثم أن الأمير الماس أغلظ على ملك الأمراء في القول فحنق منه فبطحه على الأرض، وضربه ضربا مبرحا حتى عاين الموت، قيل: ضربه عشر نوب. ثم رسم بنفيه إلى منفلوط، وقيل: إلى قوص، ثم رسم بتسليم ذلك المملوك إلى الوالي ليعاقبه، وخرج الأمير الماس منفيا من يومه.

وفيه قبض ملك الأمراء على شخص من الصيارف الحجازيين، وكان يجلس عند شخص بسوق الباسطيين، فلما قبض عليه رسم بشنقه فشفع فيه خير الدين نائب القلعة، وغرم مبلغا له صورة، حيي سلم من الشنق، ولا ذنب عليه يوجب ذلك سوى أنه خالف المناداة وصرف أشرفيا ذهبا بخمسة وخمسة نصفا بزيادة خمسة أنصاف فكاد أن يشنق ظلما.

<<  <  ج: ص:  >  >>