وفي ذلك اليوم رسم السلطان لنقيب الجيش بأن يدور على الأمراء المقدمين، ويقول لهم برزوا خيامكم بالريدانية في هذا اليوم. فخرجت خيام جماعة من الأمراء في ذلك اليوم إلى الريدانية.
وفي هذا اليوم نادى السلطان بأن جميع المغاربة الذين في مصر والقاهرة يحضرون عدا للعرض.
وفي يوم الاثنين تاسع عشرة، جلس السلطان على الدكة في الحوش، وطلع الجم الكثير من المعاربة. فلما طلعوا إلى القلعة لم يجتمع عليهم السلطان، وأرسل إليهم الأمير شاد بك الأعور، فقال لهم: "السلطان يقول لكم عينوا منك ألف إنسان من شجعانكم حتى يخرجوا مع التجريدة" فأرسلوا يقولون للسلطان: "نحن ما لنا عادة نخرج مع العسكر، ونحن ما نقاتل إلا الإفرنج، وما نقاتل مسلمين" وأظهروا التعصب لابن عثمان.
فلما عاد الجواب على السلطان بما قاله المغاربة، عز على السلطان ذلك، وأرسل يقول لهم: "إن لم تخرجوا وتقاتلوا ابن عثمان وإلا فالمماليك الجلبان يقتلون كل مغربي في مصر حتى لا يخلوا فيها مغربيا يلوح". فنزلوا من القلعة على غير رضا من السلطان.
وفيه أشيع أن ابن عثمان أرسل كتابا إلى شيخ العرب أحمد بن بقر، يقول له فيه:
"ادخل تحت طاعتنا ولك الأمان، ولاقينا من الصالحية، وصحبتك ألف أردب شعير".
وأشيع أن عبد الدائم أحمد بن بقر الذي كان عاصيا توجه إلى ابن عثمان لقرة، والإشاعات في أخبار ابن عثمان كثيرة.
وفي يوم الاثنين المقدم ذكره نادى السلطان للعسكر قاطبة من كبير وصغير بأن يعرضوا غدا في الريدانية وهم باللبس الكامل من آلة السلاح.
ثم إن السلطان نزل إلى الميدان، وصلى صلاة العصر وركب من هناك وتوجه إلى الريدانية، وبات بها في الوطاق. وهذا أول نزول من حين ولي السلطنة.
وفي يوم الثلاثاء عشرية لبس العسكر آلة السلاح وخرجوا للعرض بالريدانية بحضرة السلطان.
وفي ذلك اليوم صارت الأمراء المقدمون يخرجون إلى الريدانية، وهم الأمراء الذين تعينوا للتجريدة وصاروا يخرجون شيئا بعد شيء وهم بأطلاب حربية، ومماليكم لابسة آلة الحرب، وهم على جرائد الحيل.
ثم خرج الأتابكي سودون الدواداري، وجان بردي الغزالي نائب الشام، وأكرماس أمير سلاح، وبخشباي أمير مجلس، وأنص باي أمير آخور كبير، ونمر رأس نوبة النوب، وعلال الدوادار الكبير، وطقطباي حاجب الحجاب، وقيل بل أعفى من السفر بسبب