للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم فى يوم الأحد رابع عشره حضر بين يدى ملك الأمراء الأمير على العثمانى وخير الدين نائب القلعة والأمير نصوح والأمير شيخ والقاضى حمزة، وغير ذلك من الكواخى، ثم أحضر الأمير جانم الحمزاوى مرسوم (١) السلطان سليمان بن عثمان، نصره الله تعالى، فقاموا إليه الأمراء العثمانية قاطبة وملك الأمراء، ولم يحضر ذلك المجلس أحد من الأمراء الجراكسة، ثم قرئ عليهم ذلك المرسوم فكانت ألفاظه باللغة التركية، فأحضروا من حلّها بالعربية، فكان من مضمونه أن السلطان سليمان نعت ملك الأمراء فى مرسومه نعتا عظيما، وفوّض له التكلّم على مصر وأعمالها، يعزل بها من يختار ويولّى بها من يختار، من الثغور والبلاد من الشرقية إلى الغربية إلى بلاد الصعيد. ومن مضمونه أنه إذا قدم عليه قاصد من العثمانية من بلاد الروم فلا ينعم عليه بأكثر من ألف دينار، فإنه (٢) بلغ السلطان (٣) سليمان أنه ينعم على القصّاد الواردة عليه من بلاد الروم بمال جزيل فمنعه من ذلك. ومن مضمونه أن ملك الأمراء ينظر فى أحوال الرعية ويصرف للجند جوامكهم فى كل شهر على العادة، وأن ينظر فى أمر المعاملة من الذهب والفضة. ومن مضمونه أنه أرسل يطلب جماعة من الأصبهانية يمضون إلى إسطنبول ويجئ إلى مصر غيرهم. وأرسل يقول (٤) الملك الأمراء ينظر فى أمر تسعير البضائع من القمح وغير ذلك، وأظهر غاية العدل فى مرسومه، وأكّد فيه فى النظر فى أحوال الرعية قاطبة. وفيه يقول الناصرى محمد ابن قانصوه:

كعب سليمان كعب خير … أعنى ابن عثمان دام ملكه

من كعبه مصر فى رخاء … ومن سطاه الملوك ملكه

وفيه أشيع [أن] السلطان سليمان رسم للأمير جانم الحمزاوى أنه إذا دخل إلى حلب يطلع القلعة ويأخذ المال الذى كان الأشرف الغورى أودعه بها لما خرج إلى قتال السلطان سليم شاه بن عثمان، وكان نحو ستمائة ألف دينار وكسور، فرسم السلطان سليمان بحمل ذلك إلى عند ملك الأمراء خير بك، وأن تسبك وتضرب


(١) مرسوم: مروسم.
(٢) فإنه: فإن.
(٣) السلطان: سلطان.
(٤) يقول: يقل.