للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رخّصت أسعارنا من بعد ما غليت … وحزت حسن الثنا من ألسن الناس

لما تولّيت زاد النيل وانفرجت … وقد خزى كل خزّان ودرّاسى

إن زال هذا الغلاء من مصر لاعجب … فكعبكم أخضر يزهو على الآس

ومن الحوادث أن فى يوم الخميس عاشر رجب وقعت [واقعة] شنيعة، وهو أن إسكندر بك أحد أمراء ابن عثمان، الذى كان حضر إلى مصر عوضا عن سنان باشاه، لما أقام بمصر صار يعارض قضاة القضاة فى الأحكام الشرعية، فوقع بينه وبين نور الدين على الميمونى نقيب قاضى القضاة الشافعى. ثم إنه فى يوم الخميس رسم بعزل على الميمونى من النقابة، فلم يكتف (١) بذلك وتكلّم مع ملك الأمراء فى نفيه، فنفاه إلى دمنهور وأخرجه من يومه. ثم إن ملك الأمراء رسم بإبطال نقباء قضاة القضاة الأربعة، فعزل من النقابة شهاب الدين أحمد بن شرين نقيب قاضى القضاة الحنفى، وعزل نقيب قاضى القضاة المالكى شمس الدين الدميرى، وعزل من النقابة ابن قاضى القضاة الحنبلى، ومنع جماعة من الوكلاء الذين كانوا يجلسون على باب المدرسة الصالحية، ومنع جماعة من الرسل أيضا، وحصل لقضاة القضاة منه غاية المقت بسبب نقبائهم.

وقد تقدّم القول على أن ملك الأمراء لما توقّف النيل سبعة أيام، أمر بإبطال بيوت الحشيش وبيوت الخمارة وبيوت البوزة، وغرّق أنس التى (٢) كانت تجمع عندها بنات الخطا التى كانوا يعملون الفاحشة من أمر الزنا، فلما زاد النيل رجع كل شئ على حاله، وسبب ذلك أن العثمانية تعصّبوا فى إعادة ذلك فإن أكثرهم كان يبيع البوزة فى الدكاكين، ورسم ملك الأمراء أن أولاد المرأة أنس التى (٢) غرّقوها لا يعارضون فيما يفعلونه من أمر جمع بنات الخطا، كما كانت تفعل أمهم أنس. - وفى يوم الخميس عاشر رجب قدمت الأخبار من حلب بأن الخندكار أرسل عسكرا يقيمون بمصر، عوضا عن الأصبهانية الذين كانوا بها.


(١) فلم يكتف: فلم يكتفى.
(٢) الذين: الذى.