للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذا الجامع حضورا من بعد العصر وصوفية، وجعل شيخ الحضور الشيخ نور الدين على بن ناصر شيخ حضور للشافعية، وشيخ حضور للحنفية الشيخ شهاب الدين أحمد ابن الصايغ، وقرّر شيخ الحديث الشريف الشيخ شمس الدين الديروطى.

وفى يوم الأحد سابع عشره أشيع أن المملوك الذى قتل على الأسمر بن أبى الشوارب، قد قبض عليه الكاشف وأحضره إلى ملك الأمراء، فرسم بشنقه، فشنق على باب زويلة، وقيل إن أصله من مماليك الأتابكى سودون الدوادارى، فأرضى ملك الأمراء مشايخ العربان بشنق هذا المملوك. - وفى يوم السبت ثالث عشرينه وقع فتنة كبيرة بين الأصبهانية وبين الأنكشارية، فأغلقوا باب السلسلة وباب الميدان فى ذلك اليوم، واستمرّ الشرّ قائما بين الفريقين إلى بعد الظهر، فنزل الكاخية الكبير ليصلح بين الفريقين، فضربوه فولّى هاربا. - وفى يوم الاثنين خامس عشرينه كان يوم فطر النصارى، وهو أول الخماسين.

وفى شهر جمادى الأولى كان مستهلّ الشهر يوم السبت، فطلع قضاة القضاة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - ومن الحوادث فى ذلك اليوم أن ملك الأمراء أحضر طائفة الأنكشارية إلى القلعة، ورسم لهم بأن يحضروا بمكاحلهم والبندق الرصاص الذى عندهم، فلما أن أحضروهم رسم ملك الأمراء بإدخال تلك المكاحل والبندق الرصاص فى الزردخاناه، ورسم للأنكشارية بأن يقيموا (١) بأطباق المماليك التى (٢) بالقلعة ولا ينزلوا إلى المدينة أبدا، فشقّ ذلك عليهم إلى الغاية وانتصفت عليهم طائفة الأصبهانية. - وفى يوم الأربعاء خامسه نزل ملك الأمراء فى مركب وعدّى إلى المقياس، فأقام بها إلى آخر النهار، ثم توجّه فى المركب إلى قصر ابن العينى الذى بالمنشية، ثم توجه من هناك إلى بولاق وأقام فى السبكية، ثم طلع إلى القلعة فى أواخر النهار، وانشرح فى ذلك اليوم إلى الغاية. - وفيه خلع على القاضى شرف الدين الصغير والقاضى شرف الدين بن عوض، واستقرّا فى التحدّث فى جهات الشرقية عوضا عن يونس الذى كان أستادارا ومات تحت العقوبة.


(١) يقيموا: يقيمون.
(٢) التى: الذى.