للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التى متكلّم عليها الزينى بركات بن موسى، وكان جماعة من الأمراء الذين (١) بغير أقاطيع محقّا له فى كل شهر على الزينى بركات بن موسى بما يتحصّل من المشاهرة والمجامعة، فكانت السوقة تجور فى أسعار البضائع ولا يجسر من الناس أحد يكلّمهم فيقولون: علينا مال السلطان نورده فى كل شهر. فاستمرّ ذلك من أول دولة السلطان إلى الآن، ألهم الله تعالى السلطان إلى إبطال ذلك. - وفيه وجد مملوك من مماليك السلطان مقتولا بباب الوزير، وكان ذلك المملوك من مماليك السلطان من جلبانه، وكان مسارعا، فلا يعلم من قتله، فتنكد المماليك بسببه.

وفى يوم الثلاثاء سابعه عرض السلطان الأمراء المقدمين والأمراء الطبلخانات والعشرات، وقد دار نقيب الجيش على الأمراء المقدّمين وأعلمهم أن العرض يوم الثلاثاء فطلعوا أجمعين، فقيل عين فى ذلك [اليوم] من الأمراء المقدمين ستة عشر أميرا. وأما الأمراء الطبلخانات والعشرات فلم يعف (٢) منهم إلا القليل وعينهم أجمعين ثم قال لهم: الذى له عذر يعوّقه عن السفر يذكره لى، فأعفى منهم جماعة. - وفى يوم الخميس تاسعه أكمل السلطان عرض العسكر قاطبة ولم يعف منهم أحدا. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على القاضى بركات بن موسى وقرره ناظر الذخيرة الشريفة كما كان شمس الدين بن عوض، ولم يعد الزينى بركات بن موسى إلى الحسبة (٣)، فنزل من القلعة فى موكب حفل وصحبته الأمير طومان باى الدوادار وقدامه السعاة ماشية وشقّ من الصليبة، واستمرّت الحسبة (٣) شاغرة إلى الآن لم يل (٤) بها أحد.

وفى يوم الجمعة عاشره صلى السلطان صلاة الصبح ونزل إلى الميدان، ثم خرج من باب الميدان الذى عند باب القرافة وتوجّه من هناك إلى الروضة وعدّى إلى المقياس وأقام به ذلك اليوم، وأشيع أن السلطان يتوجّه من هناك إلى الفيوم ليكشف عن أمر الجسر الذى هناك انقلب من الماء، وقد توجّه الأمير طومان باى الدوادار والأمير أرزمك الناشف إلى هناك قبل ذلك وكشفوا عن أمر هذا الجسر، فقدّروا


(١) الذين: الذى.
(٢) فلم يعف: فلم يعفى.
(٣) الحسبة: الحبسة.
(٤) لم يل: لم يلى.