للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرج المحمل الشريف من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان له يوم مشهود، وكان أمير ركب المحمل الأمير علان الدوادار الثانى أحد الأمراء المقدّمين، وأمير الركب الأول المقرّ العلاى على بن الملك المؤيّد أحمد بن الملك الأشرف أينال، وكان باش المجاورين فى تلك السنة الأمير بيبردى من كسباى أحد الأمراء العشرات، ومحتسب مكة الأمير قراكز الجكمى رأس نوبة عصاة، فارتجّت لهم القاهرة فى ذلك اليوم. - وفى يوم الثلاثاء ثامن عشره وقعت فيه نادرة غريبه وهو أن السلطان نزل إلى الميدان وجلس به وأحضر بين يديه شخصا يهوديا يقال له يوسف شنشوا، وكان أصله تاجرا من تجّار الفرنج، وكان يعرف باللغة التركية، ثم بقى معلما فى دار الضرب، فقيل إنه تأخّر عليه مال من بقايا المصادرات وحساب قديم وهو مبلغ اثنا عشر ألف دينار فتكاسل عن وزن ذلك، فأرسله السلطان إلى المقشرة فأقام بها أياما ولم يردّ شيئا مما عليه من المال، فأحضره السلطان بين يديه وأحضر له المعاصير وعصره فى أكعابه فى وسط الميدان بين يديه، فلما تزايد به أمر الوجع من عصر أكعابه أسلم وقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمدا رسول الله برأت عن كل دين بخلاف دين الإسلام، فكبّر الحاضرون من العسكر والناس أجمعين، فلم يلتفت السلطان إلى إسلامه وأبقاه بالعمامة الصفراء ورسم ليحيى بن نكار دوادار الوالى بأن يتسلّمه ويعاقبه ويستخلص منه المال جميعه، وقال: المسلمون كثير والإسلام ما له حاجة بهذا، فشكّه ابن نكار فى الحديد ونزل به ليعاقبه ويستخلص منه المال، فكان كما يقال: إذا تسلّط على اليهودى يسلم. - وفى هذا الشهر أشيع بين الناس أن العجمى الشنقجى الذى كان نديم السلطان يضحك عليه، وقد تقدّم القول على أن السلطان كان أرسله فى أواخر شهر رمضان إلى نائب الشام وإلى نائب حلب، وعلى يده فيلين تقدمة من عند السلطان أحدهما إلى نائب الشام والآخر إلى نائب حلب، فأشيع بين الناس أن الشنقجى العجمى قد مات على غير وجه مرضى، وقد اختلف القول فى سبب