للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكتب بذلك محضرا، ولم يفد من ذلك شئ وراحت على من راح. - وفى يوم الأحد ثالث عشره أشيع بين الناس أن الوالى عاقب جانى بيك دوادار طراباى على بقيّة المال الذى تأخر عليه، فطالبوه بأن يورد مما عليه شيئا على الجامكية فقال: ما بقى معى شئ من المال غير روحى خذوها، فضربوه كسارات على ركبه، وقيل عصروه فى أصداغه، وهو يقول ما بقى معى شئ من المال، فاستمرّ يعاقبه الوالى حتى أشرف على الموت، وأشيع بين الناس موته، ولكن ما صحّ ذلك، وهذا انتقام من الله تعالى فإن جانى بيك هذا كان من وسائط السوء مستحقّا لكل الأذى. - وفى يوم الثلاثاء خامس عشر هذا الشهر حضر السلطان من ثغر الإسكندرية، وهذه السفرة الثانية، فكانت مدّة غيبته فى هذه السفرة ثلاثة عشر يوما لا غير، بخلاف السفرة الأولى، وكان سبب توجّهه إلى ثغر الإسكندرية فى هذه المرة فإنه لما بلغه عن سليم شاه ابن عثمان بأنه قد جهّز نحو أربعمائة مركب وهو قاصد إلى ثغر الإسكندرية ودمياط الشهير، فتوجّه السلطان إلى هناك لتفقّد أحوال الأبراج التى هناك وترميم بنائها، وتوجّه إلى رشيد وأيضا رسم بأن يبنى عليها سور من جهة البحر الملح، وأشيع أن السلطان أنعم هناك على خاير بيك العلاى الشهير بالمعمار بتقدمة ألف وجعله متحدثا فى باشية برج الأشرف قايتباى، وأشيع أيضا أن السلطان حصل له هناك توعّك فى جسده وأفطر يوما من شهر رمضان عند ما حصل [له] دوخة وأغمى عليه، فعند ذلك بادر بسرعة المجئ إلى مصر، فأتى فى مركب لبرّ مصر عند السواقى التى أنشأها هناك فطلع من عند السواقى هو والأمراء الذين كانوا صحبته، فأخلع عليهم هناك كوامل مخمل بصمور، فلما طلع لاقاه من هناك الخليفة والقضاة الأربعة وبقية الأمراء الذين كانوا بمصر، فشقّ من السبع سقايات إلى قناطر السباع، ورسم لأمير كبير سودون العجمى بأن يتوجّه إلى بيته من هناك، فلما وصل إلى المدرسة الصرغتمشية رسم للخليفة بأن يتوجّه إلى بيته من هناك، وكان الأمير أركماس أمير مجلس حصل له رمد فى عينه فلم يركب مع السلطان، فشقّ السلطان من الصليبة