للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومه على جرائد الخيل ويتوجّه إلى الغربية، فخرج تحت الليل وصحبته خاير بيك الكاشف أحد المقدّمين وآخرين من الأمراء والعسكر. - وفى يوم الخميس سادس عشره نفق السلطان الجامكية على العسكر وشرع كل من أخذ جامكيته يقول له: عبئ يرقك للسفر، وأشيع بين الناس أنه يعيّن أربع تجاريد، وانفضّ الموكب على ذلك. - وفى هذا الشهر رسم السلطان بعمارة قنطرة الخروبى وعلاّها مقدار ثلاثة أذرع، وكذلك قناطر السباع، فإن قد كان حصل لهما تشعث وآل أمرها إلى السقوط. - وفى يوم الثلاثاء ثانى عشرينه ضرب السلطان الكرة بالميدان، ففى ذلك اليوم تقنطر من على الفرس بهادر الغورى أحد الأمراء الطبلخانات وكان من خواصّ السلطان، فلما تقنطر أغمى عليه فنزل إلى داره وهو محمول على بغل وقد انقطع نخاعه، فلما وصل إلى داره مات من وقته، وكان من المتكبرين وعنده الشمم الزائد فعدّ موته من الغرائب، فكان كما يقال فى المعنى:

فكم من صحيح مات من غير علة … وكم من عليل عاش حينا من الدهر

وكم من فتى يمسى ويصبح آمنا … وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى

وفى يوم الأربعاء ثالث عشرينه نزل السلطان من القلعة وتوجّه إلى نحو طرا ونصب له هناك وطاقا عظيما، وكان معه بعض أمراء مقدّمين، فإن الأتابكى دولات باى كان مريضا على خطّة، وكذلك سودون العجمى أمير سلاح، وكان الأمير طومان باى الدوادار مسافرا نحو الغربية بسبب فساد العربان ممّا تقدّم ذكره من قتل عيسى بن جميل، وكان سبب نزول السلطان إلى هناك قيل إنه عرض المركب الكبير الغليون الذى عمّره فى بولاق عند الرصيف، فلما كمل زيّنوه بالصناجق والطوارق والمكاحل وتوجّهوا به إلى طرا وعرضوه على السلطان فى البحر، وأرموا قدّامه بالمدافع ذهابا وإيابا (١) كما فعل قبل ذلك لما عرض المراكب الأغربة، وقد تقدم ذكر ذلك فمدّ هناك أسمطة حافلة وابتهج


(١) وايابا: وإياما.