للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالإسكندرية، ثم وقفوا مماليك جان بلاط إلى السلطان وسألوه فى نقله إلى القاهرة فرسم لهم بذلك، فنقل وهو فى سحلية، فلما حضرت جثته دفن أولا بتربة الأشرف قايتباى وأقام بها أياما، ثم تعصبت له مماليكه وقالوا ما ندفن أستاذنا إلا فى تربته التى أنشأها بباب النصر، فرسم لهم السلطان بذلك، فنقلوه ودفنوه فى تربته التى بباب النصر، وهذه ثالث نقلة وقعت له وكان نقله إلى تربته فى ليلة الجمعة سادس عشرين هذا الشهر. - وفيه فى تاسع عشرينه أخلع السلطان على قيت الرجبى وقرره فى الأتابكية عوضا عن قصروه نائب الشام بحكم موته، وكانت الأتابكية شاغرة من يومئذ حتى قرر بها قيت، وكان المتكلم فى جهات الأتابكية فى هذه المدة الأمير طراباى رأس نوبة النوب. - وفيه قرر شمس الدين أبو المنصور القبطى فى نظر البيمارستان المنصورى.

وفى أوائل هذا الشهر توفيت عزيزة بنت السطحى، وكانت من أعيان مغانى مصر فريدة عصرها فى النشيد مع حسن الصوت وفصاحة بإعراب الشعر، فلم يخلفها من بعدها أحد من النساء المغانى، ورأت من الأعيان وأرباب الدولة غاية العزّ والعظمة ما لا رآه غيرها من أرباب هذا الفن، وماتت وهى فى عشر الثمانين وكان لها بمصر شهرة زائدة، ومما قاله فيها الشهاب المنصورى:

وفتاة نزّهت طرفى فيها … شنّفت مسمعى بجوهر فيها

منذ زارت محبّها وتغنّت … كاد يرمى بنفسه من أبيها

وفى ذى القعدة ثار طائفة من المماليك ولبسوا آلة السلاح وطلبوا من السلطان نفقة البيعة، فأوعدهم حتى يجمع المال فسكن الأمر قليلا. - وفيه اجتمع القضاة الأربعة والخليفة وقرئ عهد السلطان بحضرتهم وكان موكبا حفلا. - وفيه قبض على قاضى القضاة برهان الدين بن الكركى الحنفى، ثم توجهوا به إلى دار الأتابكى قيت فوكلوا به بالمدرسة الباسطية، وقد تكلم بعض الناس فى حقه بأن العادل قد أودع عنده مالا فأقام فى الترسيم يوما وليلة،. ثم تكلم بعض