ورسم السلطان لخاتون ابنة خليل بن حسن الطويل صاحب العراقين بعمل يرق وحجت فى تلك السنة.
وفى يوم الخميس ثانى عشرينه أخلع السلطان على الشيخ سرىّ الدين عبد البرّ بن الشحنة وقرره فى قضاء الحنفية، عوضا عن البرهان الدين بن الكركى بحكم صرفه عن القضاء وقد قاسى غاية المشقة بما جرى عليه بسبب اختفاء العادل. - وفيه كثر شرّ المماليك على السلطان بسبب طلب الأقاطيع والوظائف حتى أنه تبرأ من السلطنة وهمّ بأن يختفى بنفسه حتى يولّوا من يختارونه من الأمراء. - وفيه جاءت الأخبار من دمشق بفرار دولات باى نائب الشام، وقد بلغه ما جرى على العادل وكان من أقاربه، فخاف على نفسه فأخذ بركه وحريمه وخرج من الشام وتوجه إلى نحو بلاد ابن عثمان ملك الروم. - وفيه رسم السلطان بإحضار جماعة من الأمراء وكان العادل نفاهم إلى دمياط، منهم برد بك المحمدى الأينالى الذى كان الأشرف جانبلاط قرره فى حجوبية الحجاب وأرزمك الناشف الذى كان مقدم ألف ومامش الرجبى وتمر باى الشيخ وآخرين من الخاصكية وكان عدّتهم نحوا من ثمانية عشر نفرا. - وفيه زاد أمر التفتيش على العادل وصار والى القاهرة يركب ومعه حاجب الحجاب والأمير طراباى رأس نوبة النوب، ومعهم الجمّ الغفير من المماليك وهم بآلات السلاح، فيهجمون البيوت والحارات تحت الليل بسبب العادل، وكان العادل يكبس البيوت والحارات بسبب الأمراء الذين اختفوا منه فما عن قريب حتى صار يكبسون البيوت والحارات بسببه، والمجازاة من جنس العمل. - وفيه عرض السلطان مماليك العادل وأمرهم بإخراجهم إلى جهة الصعيد، وكان العادل أخرج خرجا من المماليك وسماهم العادلية. - وفيه توفى على باى الظاهرى تمر بغا وكان من الأمراء العشرات، ومات وهو طرخان وكان لا بأس به.
وفى الثانى والعشرين من شوال أحضرت جثة الأشرف جانبلاط من ثغر الإسكندرية، وقد تقدم أن العادل بعث بخنقه وهو فى البرج فخنق ودفن