للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفرقة مع قانصوه خال السلطان، وهى الفرقة التى كانت من عصبة قانصوه خمسمائة فالتفّوا على خال السلطان، وفرقة وافرة من المماليك الجلبان مع السلطان.

ثم إن طائفة من المماليك الذين (١) من عصبة خال السلطان لبسوا آلة السلاح وتوجّهوا إلى بيت آقبردى الدوادار الذى عند حدرة البقر، فأحرقوا مقعده ونهبوا رخامه وأخشابه وأبوابه، وذلك قبل دخول آقبردى إلى القاهرة. - فلما كان يوم الجمعة خامس عشرينه عدّى آقبردى عن برّ الجيزة إلى مصر، فلما وصل مصلّة (٢) خولان التى بالقرافة الكبرى، لاقاه الأتابكى تمراز، وتانى بك قرا وقد ظهر وكان مختفيا من حين كسر آقبردى فى شهر رمضان كما تقدّم، وتوجّه إلى آقبردى الجمّ الغفير من العسكر، وكان آقبردى أرسل خلف جماعة من عربان بنى وائل وعربان عزالة، فلاقوه (٣) من عند باب الزغلة التى عند المجراة، فصاروا يشوّشوا على الناس الذين (١) يتوجهون إلى هناك ويعرّونهم ويأخذون عمائمهم وأثوابهم، فخرج إليهم جماعة من المماليك واتقعوا معهم عند باب الزغلة، فقتل فى ذلك اليوم جماعة من الغلمان واثنان من المماليك السلطانية.

فلما كان يوم السبت سادس عشرين هذا الشهر رحل الأمير آقبردى من مصلّة (٢) خولان، ودخل إلى المدينة من على مشهد السيدة النفيسة ، ولم يشقّ من الصليبة (٤) بل توجّه إلى بيته من درب الخازن، فلما استقرّ بداره أتى إليه الأمراء والعسكر أفواجا أفواجا، ولو حطم فى ذلك اليوم وطلع إلى الرملة لملك القلعة من غير مانع، وكان ذلك عين الصواب، ولكن أشار عليه بعض الأمراء


(١) الذين: الذى.
(٢) مصلة: كذا فى الأصل، ويعنى مصلى.
(٣) فلاقوه … الزغلة: كذا فى الأصل، وفى ف: ثم إن العربان كانوا فى طلائع عسكر آقبرى وأتوا معه ووصلوا إلى باب الزغلية، وقد كان توجه إليهم جماعة من المماليك الذين هم فى عرض قانصوه خمسمائة، فالتقى معهم خاير بك والكاشف وجماعة من المماليك الذين هم من عصبة آقبردى، فكسروهم وشحتوهم هم والعرب إلى أن وصلوا إلى المجراة التى عند باب الزغلية، وصار العرب يشوشون على الناس الذين توجه إلى هناك ويعرونهم ويأخذون عمائمهم وأثوابهم.
(٤) من الصلبية … فلما: نقلا عن ف، وينقص فى الأصل.