للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبرد بك المحمدى بتقدمة ألف؛ ورسم السلطان لكاتب السر وناظر الجيش أن لا يخرجوا مراسيم سلطانية ولا مربعات ولا مناشير إلا بختم من وراء العلامة السلطانية وأن يكتب أيضا وراء العلامة ما تضمّنه ذلك المرسوم.

وفيه قويت الإشاعات بوقوع فتنة وأخذ السلطان فى تحصين القلعة، ونقل إليها أشياء كثيرة من الدقيق والبقسماط والأحطاب والماء والعليق وغير ذلك، وكانت الأحوال فى غاية الاضطراب، وظهر غالب من كان قد اختفى من عصبة قانصوه خمسمائة، وانتموا إلى قانصوه خال السلطان، والتفّوا عليه، بغضا فى آقبردى الدوادار، وقد تلاشى أمره لما أن عاد فى هذه المرّة، وصار مهدّدا بالقتل فى كل ليلة، ولم تنفذ له كلمة مع وجود قانصوه خال السلطان، وقد صار السعى لأرباب الدولة من بابه، واجتمعت فيه الكلمة، فكان كما يقال فى المعنى:

ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها … فحيث ما انقلبت يوما به انقلبوا

يعظّمون أخا الدنيا فإن وثبت … يوما عليه بما لا يشتهى وثبوا

فكان زوال آقبردى عن قريب.

وفى شعبان أنعم السلطان بأمرة عشرة على قراكز الفهلوان، وهى أمرة قايتباى (١) الشرفى الذى قتل بغزّة. - وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة برد بك الطويل نائب صفد، فلم يأذن له السلطان بالاجتماع به، ومنع من الطلوع إلى القلعة عند حضوره، وقاسى من آقبردى الدوادار غاية البهدلة. - وفيه أمر السلطان بأن تقطع الحيّات التى تصنع فى البيمارستان بحضرته حتى يتفرج عليها، فأحضروها بين يديه بقاعة البحرة، فقطعت بحضرته وهو ينظر إليها، وأخلع على رئيس الطب شمس الدين القوصونى، وولده، والحاوى الذى أحضر الحيّات، وآخرين منهم.

وفيه أنعم السلطان على طومان باى الخاصكى، أحد الخازندارية، بأمرة عشرة، وكان قدم من البلاد الشامية، وطومان باى هذا هو الذى ولى السلطنة فيما بعد ولقّب بالعادل، فكان بين أمرته العشرة وسلطنته دون الأربع سنين. - وفيه هجم المنسر


(١) قايتباى الشرفى: كذا فى ف، وفى الأصل: قانى تباى الشرقى.