ونوروز، فلما قتل الملك الناصر، وتسلطن الخليفة العباس، فحضر ططر معه إلى القاهرة، فأنعم عليه بأمرية عشرة، ثم بقى أمير طبلخاناة فى أوائل دولة المؤيّد شيخ.
ثم إن المؤيد أنعم عليه بتقدمة ألف، ثم بقى رأس نوبة كبير، ثم بقى أمير مجلس، كل ذلك فى دولة المؤيّد شيخ، فلما توفّى الملك المؤيد شيخ، وتولّى بعده ولده المظفر أحمد، بقى ططر نظام الملك، وصاحب الحلّ والعقد بالديار المصرية، فلما خرج صحبته الملك المظفر إلى الشام كما تقدّم، خلع الملك المظفر من السلطنة وتسلطن عوضه، وانتظم مع جملة السلاطين.
وفى رمضان، عمل الظاهر ططر الموكب بقلعة دمشق، وهو أول مواكبه فى السلطنة، فأخلع على الأمير برسباى الدقماقى، واستقرّ دوادار كبير، عوضا عن باى المؤيّدى، وكان برسباى هذا من أعزّ أصحاب ططر، حتى كان ما يخاطبه إلاّ بقوله:«يا أخى»؛ وأخلع على طراباى، واستقرّ حاجب الحجّاب، عوضا عن أينال الأزعرى، الذى قبض عليه؛ وأخلع على يشبك الذى كان دوادار كبير، واستقرّ أمير آخور كبير عوضا عن تغرى بردى المؤيّدى بن قصروه. - ثم إن الظاهر ططر أظهر العدل فى الرعّية، وأبطل ما كان لنائب الشام على المحتسب فى كل سنة، وهو ألفان وخمسمائة دينار فأبطل ذلك، ونقش بإبطال هذه الحادثة على رخامة، وألصقها على باب جامع بنى أمية.
وفى شوال، حاء الخبر إلى القاهرة بأن ططر قد تسلطن، فدقّت له البشائر بالقلعة، وفرح غالب الناس بسلطنته، فإنه كان من خيار الأمراء بمصر، وعنده لين جانب.
وفى ذى القعدة، خرج الظاهر ططر من دمشق قاصدا نحو البلاد المصرية، فعرج من هناك إلى زيارة بيت المقدس، فلما دخل القدس، أبطل ما كان يجبى لنائب القدس فى كل سنة، [من فلاّحى الضياع التى حول القدس، فى كل سنة](١) مبلغ أربعة آلاف دينار، فأمر بإبطال ذلك، ونقش على رخامة بمعنى ذلك، وألصقها