كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

رواه أبو الشيخِ (١). وعن أبي هريرةَ: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أُوَافِقَ لَيْلَةَ القَدْرِ فِي أَحَدِ المَسْجِدَيْنِ مَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَسْجِدِ رَسُولِ الله ﷺ" الحديث (٢). وإن زادَ الرباطُ فلهُ أجرُه (٣). (وَهُوَ) أي: الرباط (أَفْضَلُ مِنَ المُقَامِ بِمَكَّةَ) (٤). ذكره الشيخُ تقيُّ الدينِ ابنُ تيميةَ إجماعًا (٥). (وَأَفْضَلُهُ:) أي: الرباط (مَا كَانَ) بـ (ــأَشَدِّ) الثغورِ (خَوْفًا) (٦)؛ لأنَّ أهلَه به أحوجُ، والمقامُ به أنفعُ. والصلاةُ بمكةَ ومسجدِ المدينةِ ومسجدِ الأقصى أفضلُ منَ الصلاةِ بالثغرِ (٧). ولَا يجاهدُ منْ أبواهُ حرانِ مسلمانِ عاقلانِ إلَّا بإذنهمَا (٨)، وإن كانَ أحدَهما فكذلكَ (٩)؛ لحديثِ عبدِ الله بن عمرِو بن العاصِ قال: جَاءَ رجلٌ إلى النبيِّ ﷺ فقالَ: يا رسولَ الله

= أيضًا (١٩٤٥٨) ٤/ ٢١٩، لكن فيها ضعف. انظر: الإرواء ٥/ ٢٣، والتحجيل على الإرواء ١٨٨.
(١) لم أجده في كتبه المطبوعة، والموفق وغيره يذكرون أنه رواه في كتابه: "الثواب". انظر: المغني ١٣/ ٢٠، معونة أولي النهى ٣/ ٥٩٧. واسمه: ثواب الأعمال. ذكر الذهبي أنه في خمس مجلدات.
وأبو الشيخ، هو: أبو محمد، عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الوزان الأصبهاني، الملقب بأبي الشيخ، (٢٧٤ - ٣٦٩ هـ). سمع من: الطبراني، وأبي بكر البزار، ومحمد بن يحيى المروزي. وروى عنه: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو طاهر محمد بن عبد الرحيم، وابن منده. كان أحد العباد العلماء العاملين، عارفًا بالرجال والأبواب. من مؤلفاته: "السنن"، و"العظمة"، وله كتاب في التفسير. ومؤلفات في المصطلح. انظر: سير أعلام النبلاء ١٦/ ٢٧٧، الوافي بالوفيات ١٧/ ٢٦٢، الأعلام ٤/ ٢٦٤.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢٤١٠) ٢/ ١٥٩، وعبد الرزاق في مصنفه موقوفًا بلفظ: "رِبَاطُ لَيْلَةٍ إِلَى جَانِب البَحْرِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ المُسْلِمِينَ .. " (٩٦١٦) ٥/ ٢٨٠، ورواه ابن حبان في صحيحه (٤٦٠٣) ١٠/ ٤٦٢، والبيهقي في شعَب الإيمان مرفوعًا (٤٢٨٦) ٤/ ٤٠، ولفظه: "مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيْلِ الله خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ عِنْدَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ"، وصححه الأرناؤوط في تحقيقه لابن حبان، والألباني في الصحيحة ٣/ ١٤٢.
(٣) انظر: المغني ١٣/ ٢٠، المبدع ٣/ ٣١٢، الإقناع ٢/ ٦٨.
(٤) انظر: الهداية ١٣٥، المستوعب ٣/ ١٤٩، التوضيح ٢/ ٥٤٨.
(٥) انظره في: مجموع الفتاوى ٢٧/ ٥٢.
(٦) انظر: الشرح الكبير ١٠/ ٣٧٥، الفروع ١٠/ ٢٣٥، معونة أولي النهى ٣/ ٥٩٧.
(٧) انظر: الهداية ١٣٥، الإنصاف ١١٩/ ٤، غاية المنتهى ١/ ٤٤٥.
(٨) انظر: مختصر الخرقي ١٢٨، الكافي ٤/ ٢٥٤، الإقناع ٢/ ٦٩.
(٩) انظر: الهداية ١٣٥، المقنع ١٣٦، المستوعب ٣/ ١٤٧.