للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجواب: أن المراد أنه شهد تحليل نبيذ الجر بعد أن شهد تحريمها؛ لأنه كان نهي عن الانتباذ في الظروف ثم نسخ ذلك، فاختلفت الصحابة في نسخه فمنهم من قال: لم ينسخ، وإليه ذهب عمر بن الخطاب ، وكان يقول: "لأن تختلف الأسنة في جو في أحب إلي من أن أشرب نبيذ الجر" (١).

رواه أحمد في الأشربة عن روح (٢) عن سعيد (٣) عن غالب التمار (٤). عن عبد الله بن أبي تميم (٥) أن عمر [قاله] (٦)، وكان أبو هريرة ينهى عن نبيذ الجر، ويقول: "نهى رسول الله عن الأوعية إلا وعاء يؤكأ على رأسه" (٧)، وقالت عائشة: "اشربي في سقاء ثلاث على فمه" أي: يشد (٨).

وخالفهم ابن مسعود في ذلك فقال: قد نسخ تحريم الظروف، ويجوز أن ينتبذ في كل ظرف ويشرب إذا لم يكن مسكرا، وهو ظاهر قول النبي : "إن الظروف لا تحرم شيئا،


(١) الأشربة للإمام أحمد (ص ٨٠) رقم (٢٣٤).
(٢) سبقت ترجمته ص ٧٤.
(٣) هو سعيد بن أبي عروبة، واسمه مهران العدوي، أبو النضر البصري (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). روى عن: أيوب السختياني، والحسن البصري، وغالب بن مهران التمار، وغيرهم، وروى عنه: إبراهيم بن طهمان، وأسباط بن محمد، وروح بن عبادة، وغيرهم. قال الذهبي: الإمام، الحافظ، عالم أهل البصرة، وأول من صنف السنن النبوية، وقال ابن معين، والنسائي: ثقة. مات سنة (١٥٧ هـ).
ينظر: تهذيب الكمال (٥/ ١١)، سير أعلام النبلاء (٦/ ٤١٣)، تهذيب التهذيب (٤/ ٦٣).
(٤) هو غالب بن مهران التمار العبدي، أبو عفان، وقيل: أبو غفار البصري، روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، روى عن: حميد بن هلال، وعامر الشعبي، وعبد الله بن أبي تميم، وغيرهم. وروى عنه: إسماعيل بن علية، وحنظلة بن أبي صفية، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهم، قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ينظر: تهذيب الكمال (٢٣/ ٨٩)، موسوعة أقوال الإمام أحمد (٣/ ١٤٢).
(٥) لم أجد له ترجمة.
(٦) في الأصل (قال)، وما أثبته هو الصواب.
(٧) أخرجه أحمد في مسنده (١٥/ ٤٦٧)، في مسند أبي هريرة برقم (٩٧٥١)، ومعناه عند مسلم (٣/ ١٥٩٠)، كتاب الأشربة، باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا، برقم (٢٠٠٥) من حديث ثمامة قال: لقيت عائشة، فسألتها عن النبيذ، فدعت عائشة جارية حبشية، فقالت: سل هذه، فإنها كانت تنبذ لرسول الله ، فقالت الحبشية: "كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه، فإذا أصبح شرب منه".
(٨) ينظر: بداية المجتهد (٣/ ٢٥)، الحاوي الكبير (١٣/ ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>