للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإشارة وهو عسر في النّطق تذلله الرياضة بالشّيخ مع الإدمان، والاختلاس لقالون اختاره الدّاني وفاقا لأكثر المغاربة وبعض المصريين، وبالإسكان له أخذ العراقيون جميعهم وبعض المغاربة والمصريين، ولم يذكر في (العنوان) (١) سواه، ونصّ عليه الدّاني مع اختياره للاختلاس كما مرّ، ولم يذكر الشّاطبي السّكون له، قال الجعبري:

"وليس بجيّد لأنّه نقص من الأصل وعدول عن الأشهر"، وأمّا أبو عمرو فالاختلاس له مروي عن جميع المغاربة وكثير من العراقيين، وبالإتمام أخذ له ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين، وعليه أكثر العراقيين، وفي (العنوان) الإسكان عنه في روايتيه وجها واحدا، ووافقه اليزيدي على الاختلاس والسّكون، وأمّا ابن جمّاز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان والآخرون عنه على الاختلاس، وقرأ ورش وابن كثير وابن عامر بإكمال فتحة الياء والهاء وتشديد الدّال، ففتحة الياء أصلية وفتحة الهاء هي المنقولة إليها من التّاء المدغمة في الدّال، وافقهم [ابن محيصن] (٢) الحسن، وقرأ أبو جعفر بفتح الياء وإسكان الهاء وتشديد الدّال كالوجه الثّاني لقالون وأبي عمرو، واستشكلت هذه القراءة من حيث الجمع بين السّاكنين قال النّحّاس (٣): "لا يقدر أحد أن ينطق به"، وقال المبرد: "من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة"، وأجاب البيضاوي بأنّ المدغم في حكم المتحرك، وأجاب السمين (٤) بأنّه لا بعد في ذلك فقد تقدم أنّ بعض القرّاء يقرأ ﴿فَنِعِمّا﴾ و ﴿لا تَعْدُوا﴾ (٥) بالجمع بين السّاكنين ويأتي مثل ذلك في ﴿يَخِصِّمُونَ،﴾ وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدّال من: «هدى، يهدي»، بمعنى: اهتدى، أو أنّه متعد، ومفعوله محذوف، وافقهم الأعمش وكلهم كسر الدّال.


(١) العنوان: ٢٠٥.
(٢) ما بين المعقوفين من (ط، أ، ج)، معجم القراءات ٣/ ٥٤٦.
(٣) إعراب القرآن ٢/ ٥٩.
(٤) الدر المصون ٦/ ١٩٩.
(٥) النساء ٥٨، ١٥٤ كما في قراءة أبي عمرو ورواية قالون.

<<  <  ج: ص:  >  >>