للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد ذكرنا الأوهام العشرة التي ذكرتها رواية شريك ذكرها المُصْنِّف هنا نقلاً عن الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ، وكما قلنا: إن الحافظ ذكر أنابن القيم ذكر أن فيها عشرة أوهام إذاً: لا يعول عَلَى رواية شريك هذه.

والخلاصة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة الإسراء والمعراج لم ير ربه -عَزَّ وَجَلَّ-بعينه، ولم يثبت أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هو الذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، وإنما هذه رواية شاذة أو منكرة، ونبقى عَلَى ما في الروايات الصحيحة، أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرب من ربه -عَزَّ وَجَلَّ- ودنى منه إِلَى درجة لم ولن يبلغها أحد، ففرض عليه الصلوات الخمسين التي أصبحت فيما بعد خمس، وما يتعلق بكون الإسراء بالجسد في اليقظة هذا قد سبق أن شرحناه.

يقول المصنف: [إن ما يدل عَلَى أن الإسراء كَانَ بجسده صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حال اليقظة لا المنام: أن الله تَعَالَى قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى [الإسراء:١] والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح] .

فإذا أُطلق فإنَّه يطلق عَلَى الروح والجسد معاً كقوله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ [الجن:١٩] أي: أنه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قام بروحه وجسده [كما أن الإِنسَان اسمه مجموع الروح والجسد] فلا نفهم أنه روح فقط, فإذا قلنا: جَاءَ إنسان، فلا يمكن أن يفهم أحد أنه جاءت روح إنسان ,وإنما المقصود أنه جَاءَ بذاته، أي: بجسده وروحه, [هذا هو المعروف عند الإطلاق، وهو الصحيح.

<<  <   >  >>