للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عثمان البرذعي١: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت ابن نمير يقول: سماع يونس وزكريا وزهير من أبي إسحاق بعد الاختلاط.

وماذا يعني قول أحمد الذي نقله ابنه صالح عنه٢: "إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بآخرة".

وكذا قول الترمذي في زهير بن معاوية: "وزهير في أبي إسحاق ليس بذاك؛ لأن سماعه منه بآخرة" إلا أن أبا إسحاق قد اختلط، وإلا فما الفائدة منه.

وقد علّق العراقي على قول ابن الصلاح٣: "ويقال إن سماع سفيان ابن عيينة منه بعد ما اختلط فقال٤:

الأمر الثالث: أن المصنف لم يذكر أحداً قيل عنه أن سماعه منه بعد الاختلاط إلا ابن عيينة، وقد ذكر ذلك عن إسرائيل بن يونس، وزكريا ابن أبي زائدة، وزهير بن معاوية، وكذلك تكلم في رواية زائدة بن قدامة عنه٥، ثم أخذ يفصّل فقال: أما إسرائيل فقال صالح بن أحمد بن حنبل


١ شرح علل الترمذي لابن رجب/٣٧٤.
٢ الجرح والتعديل ١/١/٣٣١ وتهذيب التهذيب ١/٢٦٢.
٣ علوم الحديث/٣٥٣.
٤ التقييد والإيضاح/٤٤٥.
٥ أقول إذا كان هؤلاء ممن سمعوا من أبي إسحاق بعد الاختلاط فإن هذا يدعوا إلى التأمل فيما قاله ابن حجر في "هدي الساري مقدمة فتح الباري"/٤٣١ فإنه ذكر أبا إسحاق السبيعي فيمن طعن فيه من رجال البخاري وقال عنه: "أحد الأعلام الأثبات قبل اختلاطه، ولم أر في البخاري من الرواية عنه إلا عن القدماء من أصحابه كالثوري وشعبة لا عن المتأخرين كابن عيينة وغيره واحتج به الجماعة" ا?.
يقول هذا ابن حجر وبين أيدينا رواية زهير عن أبي إسحاق، وهو ممن قالوا فيه وبدون خلاف ممن سمع من أبي إسحاق بآخرة، والواقع أن ابن حجر لم يتعرّض في دفاعه عن رواية زهير هذه التي اختارها البخاري؛ لاختلاط أبي إسحاق، ولا لسماع زهير منه بعد الاختلاط.
قال العراقي في "التقييد والإيضاح"/٤٤٦ معلقاً على قول ابن الصلاح المذكور أعلى "الأمر الرابع" أنه قد أخرج الشيخان في الصحيحين لجماعة من روايتهم عن أبي إسحاق وهم إسرائيل وزكريا وزهيراً، وعد جماعة ثم قال: وقد تقدم أن إسرائيل وزكريا وزهيراً سمعوا منه بآخرة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>