"وكان علي" كما رواه الترمذي في حديث "إذا وصفه -صلى الله عليه وسلم، قال: كان أجود الناس" أكثرهم عطاءً، "كفًّا" تمييز عن نسبة أجود إلى ضميره -صلى الله عليه وسلم، وكذا كان قلبه أجود القلوب، وأسخاها بالمال والمعارف، لا يبخل بشيء منها على مستحقه، وفي رواية: أجود الناس صدرًا، وأخرى: أوسع الناس صدرًا. "وأصدق الناس لهجة" بسكون الهاء، وفتح الجيم، أي: لسانًا، يعني كلامًا، وإطلاقه على آله الكلام الذي هو اللسان مبالغة، والمعنى: كلامه أصدق الكلام، لا مجال لجريان صورة الكذب عليه، فوضع المظهر موضع المضمر، فلم يقل أصدقهم لزيادة التمكّن، كما في: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: ١، ٢] الآية؛ حيث لم يقل: هو الصمد، {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} [الإسراء: ١٠٥] الآية. فما قال: وبه نزل, وهاتان من صفاته من قبل أن يبعث، قالت خديجة: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف؛ وتعين على نوائب الحق. زاد في رواية: وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، "وخرَّج ابن عدي بإسناد فيه ضعف من حديث أنس مرفوعًا" "أنا أجود بني آدم" ورواه أبو يعلى وبقي بن مخلد في مسنديهما، عن أنس رفعه: ألا أخبركم عن الأجود لله الأجود، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدي رجل تعلم علمًا فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة واحدة، ورجل جاهد في سبيل الله حتى يقتل، "فهو -صلى الله عليه وسلم- بلا ريب" شك، "أجود بني آدم على الإطلاق، كما أنه أفضلهم؛ وأعلمهم، وأشجعهم،