يريد أنه إذا جرى في أي أوقات الزمان من حر كان أو من برد أرسل العرق، وذلك مما يحمد في الخيل، ويكره منها الذي يبطيء عرقه أو يقل، وقوله:«يزيد في النجس» من إبداعاته القبيحة، أي: ليس استحمامه مما يؤدي إلى طهارة ونظافة، بل ذاك يزيد في النجس، يريد النجاسة، وليست هناك نجاسة، وإنما أراد: يزيد في الوسخ الذي يتعلق به من الغبار وغيره، فجعل مكان الوسخ النجس من أجل القافية فقبح كل القبيح، ومن أوصاف جياد الخيل ودلائل العتق فيها طيب رائحة العرق، وقال أبو النجم:
كأن مسكاً علة معللة ... في ناصح الماء الذي يشلشله
قوله:«مخلق وجهه على السبق» معنى عامي وبيت سخيف، وقال:«عروس الإبناء»، ولم يقل:«البناء»، لأن البناء مصدر الباني على أهله، فإذا صنع غيره له أمر البناء فقد أبناه، كما يبني الباني البيت، فإذا أعانه غيره، أو أمكنه من بنائه فقد أبناه، كما قال الشاعر:
لو وصل الغيث أبنين أمرأً ... كانت له قبة سحق بجاد
«أبنين أمرأً» يعني الخيل إذا أغارت ألحقت الغنى بالفقير.