للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هـ - ورواه عمرو بن الحصين: ثنا سعيد بن راشد، عن الحسن بن ذكوان [من الطبقة السادسة]، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -، قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "من استغفر الله في دبر كل صلاة ثلاث مرات، فقال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر الله عز وجل ذنوبه، وإن كان قد فر من الزحف".

أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير (٤/ ٢٣٤/ ٥٣٨ - مطالب) (٢/ ٢٢٩/ ١٤٠٠ - إتحاف الخيرة). وعنه: ابن عدي في الكامل (٢/ ٣١٧)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٣٧). الإتحاف (٢/ ٥٢٠/ ٢١٧٩)].

وهذا حديث باطل؛ سعيد بن راشد المازني السماك: منكر الحديث، متروك، يروي عن عطاء وغيره ما لا يتابع عليه [الكامل (٣/ ٣٨١)، اللسان (٤/ ٤٨)].

وعمرو بن الحصين: متروك متهم [التهذيب (٣/ ٢٦٤)].

والحسن بن ذكوان، أبو سلمة البصري: تقدم الكلام عنه بالتفصيل عند الحديث رقم (١١)، وحاصل أمره: أنه يتجنب من روايته ما كان عن حبيب بن أبي ثابت، وعبد الواحد بن قيس، وكذلك ما رواه بصيغة من صيغ التدليس [وانظر أيضًا في أدلة تدليس الحسن بن ذكوان: الحديث المتقدم برقم (٢٧)، فقد أقر على نفسه بالتدليس]، وما عدا ذلك فهو صالح الحديث؛ إذا لم يأت بمنكر، ولم يخالف الثقات، والحمل في هذا الحديث على سعيد بن راشد وعمرو بن الحصين، والله أعلم.

° وحاصل هذه الطرق: أن هذا الحديث غير محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي؛ حيث لم يروه عنه قدماء أصحابه ممن روى عنه قبل التغير، ولا أحد من ثقات المكثرين عنه، وأحسن ما يقال فيه بأنه مما رواه بعد التغير، أو وهم عليه فيه راويه، فإذا استبعدنا المناكير والأباطيل والأوهام، فتكون أسلم الروايات وأشبهها بالصواب رواية: شريك، عن أبي إسحاق، عن معاذ بن جبل، ولا تثبت أيضًا؛ لانقطاعها بين أبي إسحاق ومعاذ، ولسوء حفظ شريك، ولم يتابع عليه، فضلًا عن كون حديث أبي إسحاق لم يعرف عند أصحابه القدماء، سفيان الثوري وشعبة، ولا عند المكثرين عنه، ولا في أهل بيته، سيما حفيده إسرائيل، وهو من أثبت الناس فيه، وأكثرهم عنه رواية؛ إنما يرويه إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، وتقدم ذكره، والله أعلم.

ولحديث ابن مسعود طريق أخرى واهية: [أخرجه بحشل في تاريخ واسط (٢٣٥)] [وفي إسناده: أبان بن أبي عياش، وهو: متروك].

٢ - حديث أبي سعيد الخدري:

رواه عفان بن مسلم [ثقة ثبت]: حدثنا بكير بن أبي السميط: حدثنا منصور بن زاذان، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، خمس مرات؛ غفر له، وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>