للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الثاني: مخالفة أصحاب ابن سيرين الذين رووه عنه مرسلًا من حديث عمران بن حصين، مقتصرًا على ذكر السلام، كما تقدم تفصيل ذلك في طرق حديث ابن سيرين عن أبى هريرة.

الثالث: مخالفة الأنصاري ليحيى بن سعيد القطان؛ الثقة الحافظ الثبت المتقن؛ حيث رواه القطان عن أشعث، عن ابن سيرين، عن خالد، عن أبى قلابة، عن أبى المهلب، عن عمران في السلام خاصة، بدون ذكر التشهد، رواه عنه الإمام أحمد، وذكره ابنه عبد الله عنه في مسائله [ذكره ابن رجب في الفتح (٦/ ٤٨١)].

* ومما يؤكد أن هذه الرواية وهمٌ على ابن سيرين:

ما رواه سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، قال: قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد، وأحبُّ إليَّ أن يتشهد [تقدم برقم (١٠١٠)].

قال ابن رجب في الفتح (٦/ ٤٨٣): "وهذه الرواية: تدل على أن رواية أشعث عنه في التشهد لا أصل لها؛ لأن ابن سيرين أنكر أن يكون سمع في التشهد شيئًا".

ويأتي الكلام عن أحاديث التشهد بعد سجدتي السهو وفقه المسألة في موضعه من السنن، عند الحديث رقم (١٠٣٩) إن شاء الله تعالى.

* وفي السلام من ثلاث، أو من بقيت من صلاته ركعة:

١ - حديث ابن عباس:

• روى جابر بن يزيد الجعفي [متروك، يكذب]، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا ثم سلم، فقال له ذو الشمالين: أنقصت الصلاة يا رسول الله؟ قال: "أفكذلك يا ذا اليدين؟ "، قال: نعم، فركع ركعة وسجدتين.

أخرجه البزار (١/ ٢٧٩/ ٥٧٩ - كشف)، والطحاوي في أحكام القرآن (١/ ٢٢٦/ ٤٣٢)، وأبو جعفر ابن البختري في المنتقى من السادس عشر من حديثه (١٩) (٦٨٨ - مجموع مصنفاته)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٤١/ ١١٨٠٩).

• ورواه إسماعيل بن أبان: حدثنا إسماعيل بن أبى خالد [ثقة ثبت]، عن عبد الرحمن بن أبى عبد الله الأصبهاني [ثقة]: ثنا عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم العصر ثلاثًا، ونسي واحدةً فانصرف، فدخل على بعض نسائه،. . . فذكر الحديث بطوله، وفيه بعض الزيادات.

أخرجه البزار (١/ ٢٧٨/ ٥٧٨ - كشف)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٠٧/ ١١٦٧٣)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (١٢/ ١٢٩/ ١٥٤).

وهذا الإسناد ليس أحسن حالًا من سابقه، والمتفرد به: إسماعيل بن أبان؛ ليس هو الوراق الثقة، كما ذهب إلى ذلك الضياء، وإنما هو الغنوي، كما ذهب إلى ذلك الهيثمي في المجمع (٢/ ١٥٢)، والغنوي هذا: متروك، كذبه ابن معين وأبو داود وغيرهما، واتهمه جماعة بالوضع [التهذيب (١/ ١٣٨)، الميزان (١/ ٢١١)].

<<  <  ج: ص:  >  >>