للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وممن جزم أيضًا بعدم سماع عبد الجبار من أبيه، أو حكى القول به: ابن سعد، وابن المديني، وأبو حاتم، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، وابن جرير الطبري، ويعقوب بن شيبة، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي، وابن عبد البر، وآخرون [الطبقات الكبرى (٦/ ٣١٢)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٠)، السنن الصغرى للنسائي (٣/ ١٠٥/ ١٤٠٤)، السنن الكبرى (١/ ٤٦٠/ ٩٥٨)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٣٦٧)، السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٣٩٧) و (٨/ ٢٣٥)، الاستيعاب (٤/ ١٥٦٣/ ٢٧٣٦)، الأنساب (٥/ ١٠٥)، تاريخ دمشق (٦٢/ ٣٨٣)، الأحكام الكبرى (٢/ ١٩١)، الفتح لابن رجب (٥/ ٩٠)، جامع التحصيل (٤١٣)، تحفة التحصيل (١٩٢)، التلخيص (١/ ٢٥٤/ ٣٧٩) (١/ ٢٧١/ ٤٢٠)، التهذيب (٢/ ٤٧٠)].

ولا يُعرف عن أئمة الحديث خلاف هذا القول؛ ولذلك قال النووي في المجموع (٣/ ١١٢): "أئمة الحديث متفقون على أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئًا، وقال جماعة منهم: إنما ولد بعد وفاة أبيه بستة أشهر" [وانظر أيضًا: (٣/ ٢٥٣ و ٣٨١ و ٤٠٨)]، وقال في الخلاصة (١/ ١٣٦٧/٤٢٢): "ولم يدركه باتفاقهم، وقيل: ولد بعد موته بستة أشهر".

قلت: وهذا الاتفاق على أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئًا، أو أنه ولد بعد موت أبيه بستة أشهر؛ هذا مما يؤكد شذوذ رواية عبد الوارث عن ابن جحادة، والتي فيها إثبات كون عبد الجبار كان طفلًا صغيرًا في حياة أبيه، والله أعلم.

وأما قول المزي في التهذيب (١٦/ ٣٩٥) في الرد على ما قال به: ابن معين والبخاري والترمذي وابن حبان؛ بأن عبد الجبار ولد بعد موت أبيه بستة أشهر، قال: "وهذا القول ضعيف جدًّا؛ فإنه قد صح عنه أنه قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي، ولو مات أبوه وهو حمل لم يقل هذا القول".

وقال في تحفة الأشراف (٩/ ٨٣/ ١١٧٦٠) ردًّا على ما قال الترمذي: "كذا قال، وقد روى مسلم في صحيحه: عن عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي ... الحديث، ... وهذا يبطل قول من قال: ولد بعد موت أبيه، والله أعلم" [وانظر أيضًا: تحفة الأشراف وبحاشيته النكت الظراف (٩/ ٨٨/ ١١٧٧٤)].

وتبعه على ذلك جماعة، منهم: ابن الملقن؛ فقال بعد أن نقل كلام النسائي وابن معين في عدم سماع عبد الجبار من أبيه، قال: "ونقل النووي اتفاق أئمة الحديث على ذلك، ثم نقل عن جماعة: أنه إنما ولد بعد وفاة أبيه بستة أشهر، وهذا القول بعيد فإن في صحيح مسلم عن عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي ... الحديث، وهذا يبطل قول من قال إنه ولد بعد موت أبيه، وقد نبه على ذلك المزي في أطرافه بعد أن نقل هذا القول عن الترمذي، ونبه عليه أيضًا غيره من شيوخنا، لكن لم يعز ما أسلفناه إلى مسلم؛ بل عزاه إلى الطبراني [المعجم الكبير (٢٢/ ٢٨/ ٦١) وأنه رواه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: ثنا محمد بن عبيد بن حساب: ثنا عبد الوارث: نا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي، فحدثني علقمة بن وائل، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>