للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري (٢/ ٣٥٧): "والرفع عند القيام زيادة في هذا الحديث على ما رواه ابن شهاب عن سالم فيه، يجب قبولها لمن يقول بالرفع، وليس في حديث ابن شهاب ما يدفعها بل فيه ما يثبتها، وهو قوله: وكان لا يفعل ذلك بين السجدتين، فدليله أنه كان يفعلها في كل خفض ورفع ما عدا السجود، وكان أحمد بن حنبل لا يرفع بين السجدتين، ولا عند القيام من الركعتين، وهو ممن يقول بالرفع في كل خفض ورفع، فيمكن أن يرد عليه البخارى بهذا الحديث".

وقال البيهقي في الخلافيات (٢/ ٧٠ - مختصره): "ورفع اليدين عند القيام من الركعتين سُنَّة؛ وإن لم يذكره الشافعي؛ فإن إسناده صحيح، والزيادة من الثقة مقبولة، وقال الشافعي رحمه الله: إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا بسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعوا ما قلت، وهو مذكور في حديث أبي حميد في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم، وقد ذكر الشافعي حديث أبي حميد الساعدي، وفيه هذه الزيادة، ثم قال في آخره: وبه نقول".

وقال البغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٢٣): "ولم يذكر الشافعي رفع اليدين عند القيام من الركعتين؛ لأنه بنى قوله على حديث ابن شهاب عن سالم، ومذهبه اتباع السُّنَّة إذا ثبتت، وثبت رفع اليدين عند القيام من الركعتين برواية عبيد الله بن عمر عن نافع، وسائر الروايات".

وانظر: المجموع شرح المهذب (٣/ ٤١٠)، إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (١/ ٢٢٠)، مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٢٢/ ٤٥٣)، فتح الباري لابن رجب (٤/ ٧٣٩).

رتابع الزهري على هذا الحديث: سليمان بن أبي سليمان الشيباني، وهو ثقة:

روى أبو حمزة السكري محمد بن ميمون [وهو: ثقة، والراوي عنه: علي بن الحسن بن شقيق، وهو: ثقة حافظ، من قدماء أصحاب أبي حمزة، ممن روى عنه قبل ذهاب بصره. شرح العلل (٢/ ٧٥٤) قال: حدثنا سليمان الشيباني، قال: رأيت سالمًا يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته، فقال: رأيت ابن عمر يفعله، فسألته، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله.

أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (١١٥)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (٣/ ٧٢٥)، وأبو طاهر المخلص في الحادي عشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٩١) (٢٥٩٦ - المخلصيات).

وهذا حديث صحيح.

قال الدارقطني في العلل (١٣/ ١١٤/ ٢٩٩٣): "ورفعه صحيح من رواية الزهري، والشيباني، وعمر بن عبد العزيز، عن سالم".

• وانظر فيمن رواه أيضًا عن سالم، وفي بعضه ما يستنكر:

مسند أحمد (٢/ ٤٥)، مسند السراج (٩٩)، وحديثه بانتقاء الشحامي (٨٢ و ١٧٢٧)،

<<  <  ج: ص:  >  >>