• ٦/ ٢٦٨٥:"مات في رمضان سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة"، ولا شك صوابه:"وخمس مئة"، لأن الكفرطابي هذا هو شيخ محمود بن نعمة بن رسلان الشيزري المتوفَّى سنة ٥٥٦ هـ، وقد قال حافظ الشام أبو القاسم بن عساكر في تاريخه (٥٦/ ٣٢١): "سألت أبا عبد الله محمود بن نعمة بن رسلان عن وفاة ابن منيرة فقال: توفي في الثالث من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة بعد الزلزلة، وكانت الزلزلة في بلاد الشام سنة ٥٥٢ هـ، قال الذهبي في حوادث سنة ٥٥٢ هـ: "وفيها وفي سنة إحدى وخمسين كان بالشام زلازل عظيمة … وبدعت في شيزر وحماة والمعرة وحصن الأكراد وطرابلس وأنطاكية وحلب … إلخ" (تاريخ الإسلام ١٢/ ١١). أما ما وقع في المطبوع من بغية الوعاة للسيوطي من أنه توفِّي "سنة ثلاث وخمسين ومئة"، فهو من جهل محققه.
• ٢/ ١٩ (٢٣٥٩)
قال: "بدء المخلوقات: للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة ست وخمسين ومئتين".
قلت: هكذا ذكر هذا الكتاب بخطه، ولا وجود لكتاب بهذا العنوان، وهكذا نسب هذا الكتاب للإمام محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح المتوفَّى سنة ٢٥٦ هـ، ولا نعلم أنَّ البخاري ألف كتابًا بهذا العنوان، لكن له "بدء الخلق" كتاب من ضمن كتابه الجامع الصحيح. على أنني أعتقد أن المؤلف وجد "بدء الخلق" منسوبًا إلى البخاري فظنه صاحب الصحيح، وليس الأمر كذلك فالذي ألف "بدء الخلق" هو إسحاق بن بشر بن محمد أبو حذيفة البخاري المتوفَّى سنة ٢٠٦ هـ، قال أحمد بن سيار بن أيوب: "كان ببخارى شيخ يقال له أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، وكان صنّف في بدء الخلق كتابًا وفيه أحاديث ليست لها أصول" (تاريخ الخطيب ٧/ ٣٣٧)، وهو رجل متروك كذاب، وترجمته في: تاريخ دمشق ٨/ ١٧٨، ومعجم الأدباء ٢/ ٦٢٢، والدر الثمين، ص ٣٠٠، وتاريخ الإسلام ٥/ ٢٧، والسير ٩/ ٤٧٧.