محمدٌ والخميسُ، فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال:"اللهُ أكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إنَّا إذا نَزَلْنَا بِساحَةِ قَوْم فَسَاءَ صَباحُ المُنْذَرينَ".
وروينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثِنْتانِ لا تُرَدَّانِ -أو قَلَّما تُردَّانِ- الدُّعاءُ عِنْدَ النَّداءِ، وَعِنْدَ البأسِ حِينَ يُلْجِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضا".
قلت: في بعض النسخ المعتمدة "يلحم" بالحاء، وفي بعضها بالجيم، وكلاهما ظاهر.
ــ
وابن ماجه كما في الحصن ومالك وأحمد مطولًا كما قاله الحافظ. قوله:(محمد والخميس) هو الجيش كما وقع في نسخة من الأذكار وقد فسره به في البخاري قال سمي خميسًا لأنه خمسة أقسام ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة وقلب قال القاضي رويناه برفع الخميس عطفًا على قوله محمد وبنصبه على أنه مفعول معه اهـ. قوله:(الله أكبر) فيه استحباب التكبير عند لقاء العدو. قوله:(خربت خيبر) بكسر الراء جملة خبرية مبني دعائية
معنى قال القاضي: تفاءل - صلى الله عليه وسلم - بخرابها لما رآه في أيديهم من آلة الخرب من الفؤوس والمساحي وغيرها وقيل أخذه من اسمها والأصح أنه أعلمه الله بذلك كذا قاله المصنف في شرح مسلم. قوله:(بساحة قوم) أي بفنائهم والعرب تكني بذكر الساحة عن القوم. قوله:(فساء صباح المنذرين) أي فبئس صباح من أنذر بالعذاب فلم يؤمن ومنه إباحة القتل في الدنيا والصباح مستعار من صباح الجيش المبيت لوقت نزول العذاب ولما كثر فيهم الهجوم والغارة في الصباح سموا الغارة صباحًا وإن وقعت في وقت آخر قال المصنف ففيه جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة وقد جاء لهذا نظائر كثيرة ومنه ما جاء في فتح مكة جعل - صلى الله عليه وسلم - يطعن الأصنام يقول جاء الحق وزهق الباطل وما يبدي الباطل وما يعيد قال العلماء ويكره من ذلك ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات والمزاح ولغو الحديث فيكره ذلك تعظيمًا للقرآن.
قوله:(وروينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود الخ) تقدم