للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم- يقول يوقد محمد من إبراهيم- عليهما السلام- وهو من ذريته ثم ذكر إبراهيم- عليه السلام- فقال- سبحانه-: زَيْتُونَةٍ قال طاعة حسنة لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يقول لم يكن إبراهيم- عليه السلام- يصلي قبل المشرق كفعل النصارى ولا قبل المغرب كفعل اليهود، ولكنه كان يصلي قبل الكعبة، ثم قال: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ «يعني إبراهيم يكاد علمه يضيء. وسمعت من يحكي عن أبي صالح في قوله- تعالى-: (يكاد زيتها يضيء) «١» قال: يكاد محمد- صلى الله عليه وسلم- أن يتكلم بالنبوة قبل أن يوحى إليه يقول: «وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ» يقول ولو لم تأته النبوة لكانت طاعته مع طاعة [٣٩ أ] الأنبياء، عليهم السلام، ثم قال- عز وجل-: نُورٌ عَلى نُورٍ قال محمد- صلى الله عليه وسلم- نبي خرج من صلب نبي يعني إبراهيم- عليهما السلام- يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ قال يهدي الله لدينه من يشاء من عباده، وكأن الكوة مثلا لعبد الله بن عبد المطلب، ومثل السراج مثل الإيمان، ومثل الزجاجة مثل جسد محمد- صلى الله عليه وسلم- ومثل الكوكب الدري مثل محمد- صلى الله عليه وسلم-، ومثل الشجرة المباركة مثل إبراهيم- عليهما السلام «٢» -، فذلك قوله- عز وجل-


(١) ما بين الأقواس « ... » كان قد سقط سهوا من أ، ثم كتبه فى الهامش.
(٢) سار مقاتل على أن الضمير فى قوله- تعالى: «مَثَلُ نُورِهِ» عائد على محمد- صلى الله عليه وسلم- وهو احتمال بعيد فى رأيى.
وقد سار البيضاوي على أن الضمير عائد على لله- تعالى- فقال: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» بمعنى منور السموات والأرض وقد قرئ به فإنه- تعالى- نورهما بالكواكب وما يفيض عنها من الأنوار وبالملائكة والأنبياء أو مدبرهما.
«مَثَلُ نُورِهِ» صفة نوره العجيبة وإضافته إلى ضميره- سبحانه- دليل على أن إطلاقه عليه لم يكن على ظاهره.
وقال فى الجلالين «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» أى منورهما بالشمس والقمر «مَثَلُ نُورِهِ» أى صفته فى قلب المؤمن «كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ» هي القنديل والمصباح السراج أى الفتيلة الموقودة، والمشكاة الطاقة غير النافذة أى الأنبوبة فى القنديل. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>