واقع الأمر فإن تاريخ الأحداث القديمة قد أضيف بعد قرون عديدة من وقوعها ودرجة الدقة فيها مظهرية فقط.. وحتى بعد تكوين الممكلة فإن الأخطاء تسربت إلى الأرقام بحيث صار الخطأ في تواريخ الأحدث نحو بضع عشرات من السنين.
فالتقويم التاريخي لأحداث الفترة القديمة التي تبدأ من خلق الإنسان حتى خروج بني إسرائيل من مصر يعتمد على ما يعرف باسم روايات الكهنة لأسفار موسى الخمسة. إن الأرقام هنا في الغالب -إن لم تكن دائمًا- إنما هي أرقام مصطنعة. ومن الملاحظات البارزة في هذا المجال ما نجده في اختلاف الأرقام بين كل من النسختين السامرية والإغريقية وبين النسخة العبرية، وذلك بالنسبة للفترة من بدء الخلق حتى مولد إبراهيم إذ تنخفض الأرقام في النسخة السامرية بينما ترتفع في النسخة الإغريقية.
فالنسخة العبرية تقدر للفترة من بدء الخلق حتى الطوفان ١٦٥٦ عامًا، بينما يبلغ تقديرها في النسخة السامرية ١٣٠٧ عامًا، وفي النسخة الإغريقية ٢٢٦٢ عامًا.
كذلك تقدر النسخة العبرية للفترة من الطوفان حتى دعوة إبراهيم ٣٦٥عامًا بينما هي في النسخة السامرية ١٠١٥ عامًا، وفي النسخة الإغريقية ١١٤٥ عامًا.
إن هذه الأرقام ترجع إلى أصول بابلية عديمة القيمة التاريخية وحتى لو أخذنا بوجهة النظر التي تقدر عام ١٤٩١ ق. م. تاريخًا لخروج الإسرائيليين من مصر -رغم أنه تاريخ مبكر أكثر من المحتمل- فإن تاريخ بدء الخليقة يرجع إلى عام ٤١٥٧ ق. م حسب النسخة العبرية "وإلى عام ٥٣٢٨ ق. م حسب النسخة الإغريقية" كذلك تكون بلبلة ألسن البشر قد حدثت في بابل عام ٢٥٠١ ق. م حسب النسخة العبرية "وفي عام ٣٠٦٦ ق. م حسب النسخة الإغريقية".