لقد كانوا يطلبون المعجزات المادية -معجزات الحوادث- لا رغبة في البرهان على صدق الرسالة -فقد علموا صدق الرسول- ولكنه العناد والتعجيز.
وأمثال هؤلاء {لَا يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ}[يونس: ٩٦-٩٧] .
فلقد سبق أن جاءت ثمود الناقة وقال لهم نبيهم صالح:{هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ، فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ، فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ}[الشعراء: ١٥٥-١٥٨] .
وإذا كان هذا موقف سالفيهم من العرب، فإنه كذلك موقف سالفيهم من الإسرائيليين الذين وقفوا يعاندون المسيح وقد جاءهم بمعجزات الحوادث فكذبوه وقالوا إنه ساحر يستخدم قوى الشياطين:"فقد "أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر، فبهت كل الجموع وقالوا: لعل هذا هو ابن داود. أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين" "متى ١٢: ٢٢-٢٤".
ومن يتصفح التاريخ يجد سنة الله قائمة في إنزل العذاب بمكذبي معجزات الحوادث في الدنيا قبل الآخرة.
فلقد حدث ذلك لثمود إذ جعلهم الله عبرة وقال فيهم:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[النمل: ٥١-٥٢] .