للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقي إلى حدود الخمسمائة، قرأ على الكازرينيّ.

وأمَّا المُتَرجِم فتوفِّي في رَجَب، وقد جاوز التِّسعين، وذُكر أنَّ أبا عَمْرو الدّانيّ قرأ عليه.

٧٦- أَحْمَد بن مروان بن دُوستك١:

الَأمير نصر الدَّولة الكُرْديّ، صاحب ميّافارقين وديار بكر.

ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصورًا في قلعة الهَتَّاخ٢.

وكان عالي الهِّمّة، كثير الحزم، مُقبِلًا على اللذّات، عادِلًا في رعيّتِه.

وقيل: لم تَفُتْه صلاة الصُّبح٣ مع انهماكه على اللَّهو، وكان له ثلاثمائة جارية يخلو كلّ ليلة بواحدة، وخلَّف عِدّة أولاد.

وقد قصده الشُّعراء ومدحوه.

وَزَرَ له أبو القاسم الحسين بن عليّ بن المغربيّ صاحب الرسائل، والديوان والتصانيف.، وكان وزير خليفة مصر فانفصل عنه، وقَدِمَ على نصر الدولة فوزر له مرتين، ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جَهير، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد٤.

ولم يزل على سعادته ووفور حشمته، ولقد أرسل إلى السلطان طُغرلبك تحفا عظيمة، من جملتها: الجبل الياقوت الذي كان لبني بُويه، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك.

وكانت رعيته معه في بُلهنية من العيش، حتى إنَّ الطّيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقرّ أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن تُوُفّي -رحمه اللَّه- في شوَّال، ودُفِن بظاهر ميّافارِقين. وعاش سبعًا وسبعين سنة.

وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة.

وملك بعده ولده نظام الدولة أبو القاسم نصر بن أحمد٥.


١ المنتظم "٨/ ٢٢٢، ٢٢٣"، وسير أعلام النبلاء "١٨/ ١١٧-١٢٠"، والبداية والنهاية "١٢/ ٨٧".
٢ الهتاخ: قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين "معجم البلدان "٥/ ٣٩٢".
٣ تاريخ الفارقي "١٧١".
٤ تاريخ الفارقي "١٨١".
٥ تاريخ الفارقي "١٧٧".