للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السِّلَفيّ: سمعت جعفر بن أحمد السرّاج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزوينيّ الزاهد ثوبًا رفيعًا ليِّنًا، فخطر ببالي كيف مثله في زُهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إليَّ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: ٣٢] .

وحضرنا عنده يومًا في السّماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذَّيْنَا بحرِّها، فقلتُ في نفسي: لو تحوَّل الشّيخ إلى الظّلّ. فقال لي في الحال: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة: ٨١] .

٤٩- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ:

أَبُو الْحَسَن المقرئ الرّازيّ الحافظ الصّالح.

حدَّث بدمشق عن: أبي عليّ حمْد بن عبد اللَّه الْأصبهاني الرّازّي، وأبي سعد المالينيّ.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.

٥٠- عمر بن ثابت١:

أبو القاسم الثمانينيّ الموْصِليّ النحويّ الضرير.

من كبار أئِمّة العربيّة.

أخذ عن أبي الفتح بن جنّيّ، وغيره.

وعنه أخذ: أبو المعمر بن طباطبا العلويّ.

وكان هو وأبو القاسم بن برهان يقرئان العربي بالعراق، فكان الرؤساء يقرأون على ابن بُرْهان، وكان العوام يقرأون على الثمانينيّ.

وثمانين بُلَيْدَة كقرية من جزيرة ابن عمر، يُقال أنّها أوَّل قريةٍ بُنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السفينة، فسُمّيَت بهم٢.


١ معجم البلدان "٢/ ٧٤"، والبداية والنهاية "١٢/ ٦٢"، وشذرات الذهب "٣/ ٢٦٩"، ومعجم المؤلفين "٧/ ٢٧٩".
٢ الأنساب "٣/ ١٤٣".