للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأرخ العز النسابة خبر الزلزلة فيها، فوهم، وقال: هي الزلزلة العظمى التي هدمت بلاد الساحل صور وطرابلس وعرقة، ورمت بدمشق رؤوس المآذن، وأهلكت اثنين بالكلاسة.

سنة ٥٩٩: قال لنا ابن البزوري: ماجت النجوم، وتطايرت كالجراد، ودام ذلك إلى الفجر، وضج الخلق إلى الله.

ومات سلطان غزنة غياث الدين، وقام بعده أخوه شهاب الدين.

وأبعد العادل ابن ابن أخيه المنصور العزيز إلى الرها، وحاصر ماردين، ثم صالحه صاحبها على حمل مائة وخمسين ألف دينار في العام، وأن يخطب له، والتقى صاحب حماة المنصور الفرنج مرتين ويهزمهم.

وفي سنة ست مائة: التقى الأشرف ابن العادل وصاحب الموصل نور الدين فكسره الأشرف، وأسر أمراءه ثم اصطلحا، وتزوج الأشرف بالأتابكية أخت نور الدين.

ودخلت الفرنج في النيل فاستباحوا فوة يوم العيد.

ونازل صاحب سيس أنطاكية وجد في حصارها، ثم ترحل خوفًا من عسكر حلب، ثم بعد أيام أقبل وهجم أنطاكية بمواطأة من أهلها، فقابله البرنس ساعة ثم التجأ إلى القلعة، ونادى بشعار صاحب حلب وسرح بطاقة، فسارع لنجدته صاحب حلب، ففر الأرمني.

وأقبلت جيوش الفرنج من كل ناحية إلى عكا عازمين على قصد القدس، ونزل العادل تحت الطور، وجاءته أمداد العساكر، وأغارت الفرنج وعاثت، واستمر الخوف شهورًا.

وما زالت قسطنطينية للروم، فتحزبت الفرنج وملوكها في هذا الوقت.

وسنة إحدى وست مائة: احترقت دار الخلافة، وكان أمرًا مهولًا، حتى قيل: إن قيمة ما ذهب ثلاثة آلاف ألف دينار وسبع مائة ألف دينار، قاله أبو شامة.

وفيها وقعت الهدنة بين العادل وبين الفرنج بعد أن عاثوا وأغاروا على حمص وعلى حماة، ولولا ثبات المنصور لراحت حماة، ثم أغاروا على جبلة واللاذقية، واستضروا، وكان العادل قد مضى إلى مصر، فخاف وأهمه أمر العدو، ثم عمل همةً، وأقبل في سنة ثلاث وست مائة، فحاصر عكا مدة، فصالحوه، فلم يغتر، وطلب العسكر من النواحي، وانفق الأموال، وعلم أن الفرنج لا ينامون، فنازل حصن الأكراد، وأخذ منها برجًا، ثم نازل طرابلس مدة، فمل جنده، وخضع له ملك طرابلس، وسير له تحفًا وثلاث مائة أسير، وصالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>