للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كانت تلك صفات المؤمنين، فإن من عداهم على نقيض ذلك الوصف الكريم، فهم لاهون ضاحكون، لا يخشون من الله ولا يبكون، قال – جل وعلا – في آخر سورة النجم: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} ٥٩-٦٢ (١) ،


(١) قال الإمام القرطبي في تفسيره: (١٧/١٢٢) " وَلَا تَبْكُونَ " انزجاراً وخوفاً من الوعيد ١٠هـ وفي تفسير ابن جرير: (٢٧/٤٨) ومسند البزار ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد: (٧/١١٦) ورواه عبد الرزاق، والفريابي في فضائله، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن المنذر وابن أبي حاتم، والبيهقي في سننه، عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – في قوله – تبارك وتعالى –: " وَأَنتُمْ سَامِدُونَ " قال: الغناء كانوا إذا سمعوا القرآن، تغنوا ولعبوا، وهي لغة أهل اليمن، يقال: أسمدي لنا، أي: غني لنا، وروى الطبراني بسند رجاله ثقات كما في مجمع الزوائد: (٧/١١٦) ، والطبراني في تفسيره: (١٧/٤٨) ، وعبد الرزاق، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عنه أيضاً – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – قال: معرضون لاهون، وقد قرر الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان: (١/٢٥٨) أنه لا تنافي بينهما ولا تناقض، لأن الغناء يجمع هذا ويوجبه..