وسئل سعد بن إبراهيم من أفقه أهل المدينة؟ فقال: أتقاهم لربه – عز وجل – وعن عمران المنفزي قال: قلت للحسن يوماً في شيء قاله: يا أبا سعيد، ليس هكذا يقول الفقهاء، فقال: ويحك، ورأيت فقيهاً قط؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه، ثم بوب الدارمي باباً آخر فقال: باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله – جل وعلا – نقل فيه عن مسروق – رحمه الله تعالى – أنه قال: كفى بالمرء علماً أن يخاف الله – عز وجل – وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله، وروي عن ابن عطاء – رحمه رب الأرض والسماء – أن نبي الله موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – قال: يا رب أي عبادك أغنى؟ قال: أرضاهم بما قسمت له، قال: يا رب أي عبادك أخشى لك؟ قال: أعلمهم بي، وعن الحسن البصري – رحمه الله تعالى – قال: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه، ولسانه ويده، وصلاته، وزهده ١٠هـ ولذلك قال الغزالي في الإحياء: وكل ما دل على فضيلة العلم دل على فضيلة الخوف، لأن الخوف ثمرة العلم (١) .
(١) انظر تلك الآثار في سنن الدارمي – المقدمة – باب من قال: العلم الخشية وتقوى الله – عز وجل –: (١/٨٨-٨٩) ،وباب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله – عز وجل – (١/١٠٢، ١٠٦ -١٠٧) ، وانظر كلام الغزالي في إحياء علوم الدين: (٤/١٥٧) ، وانظر أثر نبي الله موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – في الزهد لابن المبارك: (٧٥) ، وانظر بعض تلك الآثار وما في معناها في كتاب أخلاق العلماء: (٥٧/١٠٤٧) .