للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأوزار، واستنقذني (١) من النار، وأسكنني دار القرار بجوار محمد المختار، فإذا رأيت بناتي فأعلمهن بأمري (٢) وما كان من قصتي؛ ليزول عنهن روعهن، ويفارقن حزنهن، وتعلمهن أني قد صرت إلى جنات وحور ومسك وكافور وعندي غلمان وسرور، وقد عفا عني العزيز الغفور (٣) قال الحارث: فاستيقظت فرحًا مسرورًا بما رأيت وسمعت (٤)، ثم مضيت إلى داري وبت ليلتي، فلما أصبحت أتيت القبر (٥) فوجدتهن حافيات الأقدام، فسلمت عليهن وقلت لهن: أبشرن فقد رأيت أباكن في خير عظيم، وملك مقيم، وقد أعلمني أن الله تعالى أجاب دعاكن ولم يخيب مسعاكن، وقد وهب لكن أباكن فاشكرنه على ما أولاكن. قال: فقالت الصغرى: اللهم يا مؤنس القلوب، ويا ساتر العيوب، ويا كاشف الكروب، ويا غافر الذنوب، ويا عالم الغيوب، ويا مبلغ الأمل المطلوب (٦) قد علمت ما كان من مسكنتي (٧) ورغبتي واعتذاري في خلوتي وإشفاقي (٨) من زلتي، وتنصلي من خطيئتي، وأنت اللهم تعلم همتي والمطلع على نيتي، والعالم بطويتي (٩)، ومالك رقبتي، والآخذ بناصيتي، وغايتي في طلبتي، ورجائي (١٠) عند شدتي، ومؤنسي في وحدتي، وراحم عبرتي، ومقيل عثرتي ومجيب دعوتي، فإن كنت قصرت عما أمرتني، وركنت إلى (١١) ما عنه نهيتني فبحلمك حملتني، وبسترك سترتني فبأي لسان أذكرك، وعلى أي نعمة (١٢) أشكرك، ضاق بكثرتها ذرعي، فيا أكرم الأكرمين، ومنتهى غاية


(١) في (ع): استنقذوني، وفي (ظ): أنقذني.
(٢) في (ع): من حالي.
(٣) أيسجع أهل القبور؟!.
(٤) في (ع): لما سمعت ورأيت.
(٥) (القبر): ليست في (ظ).
(٦) في (ع): للمطلوب.
(٧) في (ظ): مسألتي.
(٨) في (ع، ظ): استقامتي، ولا يستقيم المعنى بما في (ع، ظ)؛ لأن السياق سياق تنصل واستقالة من الذنوب؛ ولأن الاستقامة تكون بعد الزلة.
(٩) في (الأصل): وطيتي، وتصويبه من (ع، ظ).
(١٠) في (الأصل): رجاء، وهو خطأ تصويبه من (ع، ظ).
(١١) في (ع): ركبت على.
(١٢) في (ع): نعمك.

<<  <  ج: ص:  >  >>