للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولاً: تعريف المناسبة وسبب تسميتها بالإخالة:

١ - المناسب لغة يأتي بمعنى المشاكل للشيء، يقال:، ليس

بينهما مناسبة " أي: مشاكلة.

ويأتي لفظ " ناسب " بمعنى: أشرك في النسب، يقال: " ناسبه "

أي: أشركه في نسبه.

ويطلق على الملائمة، ومنه قولهم: " تلائم القوم والتأموا " إذا

اجتمعوا، واتفقوا، وتناسبوا.

٢ - والمناسب في الاصطلاح هو: وصف ظاهر منضبط يحصل

عقلاً من ترتب الحكم عليه ما يصلح أن يكون مقصوداً للعقلاء من

حصول مصلحة أو دفع مفسدة.

والمراد بالمصلحة: اللذة ووسيلتها، والمراد بالمفسدة: الألم

ووسيلته.

وكل من المصلحة والمفسدة يكون على البدن، والنفس، ويكون

في الدنيا والآخرة.

وإنما أتي بعبارة: " يصلح أن يكون مقصوداً للعقلاء "؛ لأن

العاقل متى ما خير، فإنه مما لا شك فيه يختار المصلحة ودفع المفسدة.

وأتي بلفظ: " الظاهر المنضبط "؛ لأن الخفي منه وغير المنضبط

غير معتبر؛ لأنه غير معلوم، فلا يمكن أن يعرف الحكم به.

وما خفي من الأوصاف يلجأ فيها إلى مظنتها الظاهرة المنضبطة.

فمثلاً وجوب القصاص لم يُعلل بالعمد؛ لأن العمدية فيه خفية؛

حيث إن القصد وعدمه من الأمور النفسية التي لا يدرك شيء منها،