وأنشدني لنفسه يمدح السلطان الملك العزيز غياث الدين محمد بن غازي بن يوسف – رحمه الله تعالى: [من الخفيف]
لمن النَّار بعد وهن تشبُّ ... دون سلع تلوح طوراً وتحبوا
ذات برق يبدو وليس له ... إلاَّ جفوني إذا تألَّلق سحب
لسانها والرِّيح وسنى بجسم الَّلـ ... يل بعد الفناء روح تدبُّ
شيَّبت لمَّة الدُّجى حين شبَّت ... فاهتدى طارق وضلَّ محبُّ
/١٢٤ ب/ وأشارت لمَّا أنارت بما يفـ ... همه كلَّ وامق فيه لبُّ
طارحتني الأسى فخيِّيل لي أ ... نَّ سناها مثلي بعلوة صبُّ
ما تعدَّت لمَّا تبدَّت وقد مدَّ ... ت قميص الدُّجى ظباها القضب
بل أفادت طرفي بياناً بأطرا ... ف بنانا لها على البعد قرب
فكأنَّ الظَّلام صدر مشوق ... واضطراب أضطرامها فيه قلب
أتحفتني إذ أتحفتني بها ليـ ... لة أمس تثير وجدي فأصبو
لسجايا الملك العزيز أنثنت تغـ ... ضي حياء نجومها وهي شهب
ملك رصف وصف غرِّ معاليـ ... هـ أعتقادي ومدحه لي دأب
ثابت الجأش إن تكلَّف نقع ... ثاقب الرَّأي إن تمكَّر خطب
قضبه البيض رعَّف وقناه السُّـ ... مر صم ٌّ وخليه الكمت قبُّ
إن أتى سائل فبرٌّ ولطف ... أو عتا صائل فطعن وضرب
فهو للمكرمات خدن واللجو ... د حليف وللشجعة ترب
وهو من أسرة نداهم تليد ... وطريف المجد إرث وكسب
أيُّها الدَّهر ما لصرفك عندي ... بعد ما سرَّني بمرآه ذنب
/١٢٥ أ/ قد سما يا غياثة بك دين ... بذباب الحسام عنه تذبُّ
ذلُّ قهراً لحكم توحيده الشِّر ... ك فدان الباغي وهان الصَّعب
أيُّ قطر من أرضه ما لفرسا ... نك فيه قتل وأسر ونهب
أيُّها المالك العزيز غياث المِّد ... ين والماجد الجواد النَّدب
لو عدا من عداك في الحكم باغ ... مستبدًا بفعل ما لا تحبُّ
لثناه قهرًا لإرسال أبطًا ... لك رسل وللكتائب كتب