للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالغيث منسجمٌ والبرق مبتسمٌ ... والورق نائحةٌ والعصن ميَّاد

/١٤٩ أ/ فوافنا ودع التَّحويف تحظ لها ... .... همّه نسكٌ وإرشاد

وأيقظ اللَّهو والأيَّام راقدةٌ ... ففي الشَّبيبة إسعافٌ وإسعاد

ولا يصاحبك من هذا الورى أحدٌ ... إلا خليعٌ وخمَّارٌ وقوَّاد

عصابةٌ رغبت فيما يعجِّله ... لها السرور وفيما قيل زهَّاد

وأنشدني أبو الحسن علي بن محمد التلعفري، قال أنشدني أبو حفص بن الشحنة لنفسه في يوسف بن بركة بن عراج الشيباني التلعفري الشاعر. وكان يلقب بالنجم: [من الوافر]

مبني شيبان إن ذكرت فعالٌ ... لكم في كلِّ مخزية علاء

وجوهٌ من سمات اللؤم ملآى ... مذمَّمةٌ وأفئدةٌ هواء

إذا سفكت على كرم دماءٌ ... يسيل لهم على اللُّؤم الدِّماء

وعهدي بالنُّجوم لها ضياءٌ ... وليس لنجمكم هذا ضياء

وأنشد [ني] أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن حمدان العروضي الموصلي، قال: أنشدني أبو حفص لنفسه يصف الشقائق: [من البسيط]

/١٤٩ ب/ هذه الشَّقائق قد أبدت محاسنها ... إلى العيون عيون كلُّها دعج

إذا توقَّد ما بين الرِّياض ضحى ... يخاله من رآه أنَّه سرج

كأنَّه فوق ساق من زمرُّدة ... مداهنٌ من عقيق حشوها سبج

وأنشدني، قال: أنشدني فيها لنفسه: [من البسيط]

ضربٌ أنيقٌ يروِّي العين منظره ... أتاك في خير وقت خير منعوت

كأنَّما الطَّل في أوراقه سحرًا ... لآليء نثرت في صحن ياقوت

وأنشدني، عبد الكريم بن الزكي بن شبانة المعلم الحظيري، قال: أنشدني عمر لنفسه: [من الطويل]

يحرِّض أشواقي إلى من اودُّه ... سنى بارق بالرَّقمتين يلوح

وهاتفةٌ بالبان تملي من الجوى ... صحائف لم يعلم لهنَّ نزوح

تغنَّت فأبكتني جوًا ولقلَّما ... بكى من غناء الأعجميِّ فصيح

<<  <  ج: ص:  >  >>