للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل ديناً عقلاً وعلماً وفضلاً؛ وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وستمائة.

ساق أبو عبد الله الدبيثي ذكره في مذيله؛ وقال من بيت معروف بواسط بالصلاح والرواية للحديث والعدالة، قدم بغداد وأقام بها مدة متفقهاً على مذهب الإمام الشافعي- رضي الله عنه- على الشيخ أبي طالب بن [المبارك بن المبارك صاحب] ابن الخل، ثم بعده على أبي القاسم يعيش بن صدقة الفراتي، أعاد له درسه بالمدرسة الثقتية بباب الأزج.

وكان حسن الكلام في المناظرة، سمع الحديث بواسط من أبي الحسن علي بن المبارك بن الحسن بن الخلال، وببغداد من شيخه أبي طالب بن الخل وأبي القاسم الفراتي.

وتولّى القضاء بواسط في أواخر صف/ ٢٦٥ ب/ سنة أربع وستمائة، وصار إليها في ربيع الأول من السنة المذكورة، وأضيف إليه إنهاء الأشراف بالأعمال الواسيطة؛ وكان له شعر ومعرفة بالحساب، ولم يزل على ولايته إلى أن توفي ليلة الاثنين ثالث شهر ربيع الأول سنة ثمان وستمائة؛ ودفن من ذلك اليوم عند أبيه وأهله ظاهر البلد؛ وكان مولده في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وخمسين وخمسمائة. هذا آخر كلام أبي عبد الله الدبيثي.

ومن الشعر ينسب إليه، وهو مشتهر يغني به القوالون والمغنون، وسار العالم هذه القصيدة الغزلة الهائية: [من الكامل]

آهاله ذكر الحمى فتأوَّها ... ودعا به داعي الهوى فتولَّها

هاجت بلابله البلابل فانثنت ... أشجانه تنهي عن الحلم النُّهى

فبكى أسى وشكى جوى وتنبَّه الوجد القديم ولم يزل متنبِّهاً

قالوا: وهي جلداً ولو علق الهوى ... بيلملمٍ يوماً تأوَّه أو وهى

<<  <  ج: ص:  >  >>