للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: مثلك لا يبخل، فنفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته، قصدوا المبالغة في ذلك، فسلكوا به طريق الكناية، لأنهم إذا نفوه عمن يسدّ مسدّه، وعمن هو على أخص أوصافه، فقد نفوه عنه. ونظيره قولك للعربي: العرب لا تخفر الذمم، كان أبلغ من قولك: أنت لا تخفر. ومنه قولهم: قد أيفعت لداته وبلغت أترابه، يريدون: إيفاعه وبلوغه. وفي حديث رقيقة بنت صيفي في سقيا عبد المطلب: "ألا وفيهم الطيب الطاهر لداته"، والقصد إلى طهارته وطيبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (لا تخفر الذمم): قال: "خفره: أجاره، وأخفره: أزال الخفرة، وهي الذمة".

قوله: (قد أيفعت لداته): الأساس: "يفعت الجبل: صعدته، وأيفع الغلام، وغلام يافع، وغلمان يفعة وأيفاع". الجوهري: "لدة الرجل: تربه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله؛ لأنه من الولادة".

قوله: (وفي حديث رقيقة): ذكر ابن الجوزي في كتاب "الوفا": أن رقيقة بنت صيفي ابن هاشم كانت لدة عبد المطلب، قالت: "تتابعت على قريش سنون أقحلت الضرع، وأدق

?

<<  <  ج: ص:  >  >>